يعتمد نجاح بحثك العلمي على اختيارك الصحيح للمنهجية المناسبة له. فإن نوع البيانات التي تجمعها وكيفية جمعها وكيفية تحليلها جميعها تتوقف على المنهجية التي قمت أنت باختيارها. لذا يتطلب الأمر منك فهمًا شاملًا لمنهجيات البحث المتوفرة، من أجل اتخاذ قرار مستنير في اختيار المنهجية المناسبة لدراستك. غالبًا ما يتم استخدام أحد المنهجين الشائعين عند إجراء البحوث وهما: المنهج النوعي، والمنهج الكمي، ولكن ترجيح اختيار استخدام أحدهما على الآخر، يتوقف على نوع الفرضيات أو أسئلة الدراسة وأهدافها، على الرغم من أن المنهج المزيج أصبح شائع الاستخدام بحثيًا، والذي يجمع بين الطرق المنهجية الكمية والنوعية.
البحث الكمي مقابل البحث النوعي:
من أهم
الاعتبارات التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار عند اختيارك لمنهجية البحث، وما إذا
كانت دراستك ستكون نوعية أم كمية، هو أن المنهج النوعي يختص بفهم تجارب الناس أو
أفكارهم أو مشاعرهم أو سلوكياتهم، بينما يختص المنهج الكمي بالتعامل مع
الأرقام والجداول والرسوم البيانية؛
لاختبار الفرضيات والأفكار؛ وذلك لدعمها وتأكيدها أو دحضها.
لدراسة المشكلات والقضايا التي مازالت غير مفهومة بعد، غالبًا ما يتم استخدام المنهج النوعي. يعتمد البحث النوعي على أساليب عديدة في جمع المعلومات. على سبيل المثال. يتم استخدام الأسئلة استطلاعية مفتوحة، الملاحظة، والمراجعة للأدبيات التي تناولت نظريات وأفكار مشابهة للدراسة الحالية. كما يستخدم البحث النوعي عادةً في تحليل بياناته على التحليل الموضوعي والتحليل النصي وتحليل الخطاب. إليك المزيد من المعلومات حول البحث النوعي، فيما يتعلق بمفهومه وخصائصه ومناهجه وطرق جمع البيانات وتحليلها، إضافة إلى مزاياه وعيوبه والجوانب الهامة التي يُنظر إليها عند استخدامه.
تحليل البيانات الكمية والنوعية واستخدامها:
تختلف الطرق المستخدمة لمعالجة البيانات في المنهج النوعي والكمي. كما ذكرنا آنفًا، يتم معالجة البيانات الكمية باستخدام الأساليب الإحصائية، ذلك ما ساعد على كون المنهج الكمي أكثر موضوعية عن غيره؛ لالتزامه بالأساليب الإحصائية في اختبار نتائجه، مما لا يدع ذلك مجالًا في التشكيك من نتائجه. على عكس المنهج النوعي، فإنه يعتمد في تحليل بيانته على تحديد الأنماط والموضوعات داخل البيانات، عوضًا عن اللجوء لاستخدام المقاييس الإحصائية، إضافة إلى أخذه بوجهات النظر، ومراجعة التحليل شخصيًا إذا لزم الأمر.