من المرجح أنك سمعت مصطلح
"الميول" في مكانٍ ما، وكنت تعتقد أنه يعني ذلك الشعور بالانجذاب أو
النزعة تجاه شيء ما تريد تسعى إلى تحقيقه. في الواقع، إن معرفة ميولك وقدراتك سيساعدك على تحديد أهدافك الأكاديمية أو المهنية. إن الدراسة والعمل هما إحدى الوسائل لاكتشاف
الميول والرغبات، وكثير من الناس يجدون صعوبة في معرفة الهدف من حياتهم، وحتى لو
كانت دراستك أو وظيفتك الحالية لا تساعدك على معرفة ميولك، فحاول أن تسعى جاهدًا
للعثور عليها.
بالطبع يساعدك هذا على
الإحساس بطعم الإنجاز، وهذا شعور لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل الجاد، كما أنه يزيل
احتمالات عدم الوصول إلى هدفك. إن معرفة ميولك يساهم في تحقيق أهداف الدراسة
والعمل أيضًا، مما يحقق لك التوازن في تقديم الدعم للآخرين والحصول عليه منهم. إن
معرفة اهتماماتك وقدراتك وميولك يساعدك على زيادة ثقتك بنفسك ويجعلك شغوفًا بعملك
ودراستك. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك من خلالها اكتشاف الميول والقدرات
والاهتمامات الخاصة بك والمتعلقة بمجال الدراسة أو العمل.
اكتشاف الميول والاهتمامات والقدرات
•
إعداد قائمة بالأشياء التي تحبها: لا يتعلق الأمر باختيار شغف
واحد، ولكننا نريد أن نبني حياة مستقرة بجانب جميع الأشياء التي نحبها. لذلك، عليك
إحضار ورقة وقلم والبدء في كتابة جميع الأشياء التي ترسم الابتسامة على وجهك. إن
الله عز وجل لم يخلق أي شيء عبثًا، وبالتالي يجب أن تعرف رسالتك في الحياة، وما
الأثر الذي تريد أن تتركه في العالم أو من حولك.
•
حدد إنجازاتك: يمكن للإنجازات والنجاحات التي حققتها
أن تخبرك الكثير عن نفسك وطريقة تفكيرك، وأن تظهر لك مواهبك ومهاراتك وميولك وقيمك
أيضًا. يجب أن تحدد ما تفوقت فيه على المستوى الشخصي والمهني.
•
ثق بنفسك ومواهبك: اعلم أن لكل إنسان على وجه الأرض له
ميوله وموهبته الخاصة به، التي تساعده على تحقيق مختلف أهدافه في الحياة، ولعل ما
يميزك هو أن لديك القدرة على تقديم الحلول للمشكلات أو القدرة على تقديم الدعم لمن
حولك. بعبارة أخرى، ثق أن لديك إمكانات جيدة تستطيع من خلالها أن تكتشف ميولك
وقدرتك.
•
الخروج من منطقة الراحة: عليك أن تبدأ بالعثور على فرص جديدة.
من السهل للغاية أن نعزل أنفسنا في منطقة الراحة، ونقول كل يوم ألا نغير طريقة
عملنا ونتبع نفس الروتين، ونذهب كل يوم إلى نفس المطعم أو المقهى، مما يجعل حياتنا
تتوقف على هذا النظام وتتوقف عقولنا عن التفكير والإبداع. لكن القيام بأشياء جديدة
سيجعلنا مبدعين، على سبيل المثال قراءة كتاب، الذهاب إلى مطعم جديد، والاستماع إلى
بودكاست مختلف، مما سيجعلنا نخرج من منطقة الراحة ونستكشف اهتماماتنا وميولنا
وقدراتنا ومواهبنا.
•
القيام بالمزيد من الأشياء التي تحبها: عندما تملأ يومك بالأشياء
التي تحب القيام بها، فإن ذلك سيجعلك تتوقف عن التركيز عن مشاكلك التي تحبطك،
وتفضل التركيز على اكتشاف اهتماماتك وميولك وقدراتك، وهو الأمر الذي سيمنحك المجال
للعثور على فرص جديدة أيضًا.
•
تدوين أفكارك وأحلامك ومشاعرك: تبدو هذه من أفضل الطرق لمساعدتك على
مواجهة مخاوفك، واكتشاف ما تحبه وما لا تحبه بنفسك، إضافة إلى أنها توضح طريقة
تفكيرك وما تشعر به وما تتطلع إلى تحقيقه على المستوى التعليمي والمهني.
•
التواصل مع ذوي التفكير المماثل: إن التعامل مع الأشخاص ذوي
التفكير المماثل لا يضيف المزيد من المعرفة والمتعة إلى حياتنا فحسب، بل سيبدأ في
التعمق في اهتماماتنا وميولنا وقدراتنا، وسيوجد لنا فرص جديدة في المجال التعليمي
والمهني، فضلًا إلى معرفة المزيد عن أنفسنا كذلك.
•
تهدئة عقلك وأفكارك ومخاوفك: من الأهمية بمكان ممارسة شيء ما يساعدك
على تهدئة عقلك وأفكارك ومخاوفك تجاه مستقبلك الدراسي أو المهني، على سبيل المثال
ممارسة المشي أو التمارين اللياقة أو اليوغا أو التأمل كل يوم.
•
حاول أن تستمتع بحياتك: من الطبيعي أن تشمل الحياة على بعض
أوقات للفرح وأخرى قد تكون صعبة بنظرك، لكن حاول أن تكون الأغلبية للفرح. بالطبع
هذا يساعدك على اكتشاف شغفك ومهاراتك الحقيقة، فالمتعة والفرح هي مفتاح لكثير من
الأشياء أكثر مما تتوقع.
أسئلة تساعدك على اكتشاف ميولك وقدراتك
• هل أنت شخص اجتماعي أم
انطوائي؟
• اوصف نفسك بخمس كلمات فقط؟
في هذا السؤال عليك إبراز صفاتك الشخصية المهمة وأن تكون صادقًا مع نفسك.
• هل أنت مرتاح أم غير
مرتاح في بيئة دراستك أو عملك، أو البيئة التي تعيش فيها، مع توضيح البيئة
المثالية للعيش بالنسبة لك؟
• هل تحب المخاطرة في اتخاذ
قراراتك أم تفضل التأني؟
• هل تحب العمل والدراسة
بمفردك أم مع الآخرين؟
• ما هي نقاط قوتك وكيف
تستخدمها لصالحك؟
• ما هي نقاط ضعفك وكيف تعمل
على تحسينها؟
• ما الذي يميزك حقًا عن
الآخرين؟
• هل المنافسة تحفزك على
الدراسة والعمل؟
• ما هي البرامج أو المبادرات
الاجتماعية المفضلة لديك؟
• هل تلتزم بقواعد الدراسة
أو العمل أم لا تطبقها؟
• هل تفضل الدراسة أو العمل
بشكل صباحي ام مسائي؟
• ما هو الأهم بالنسبة لك،
توفير المال أم توفير الوقت؟
• ما الذي تفكر فيه الآن
وتعمل على تحقيقه ولماذا؟
• هل تطلعاتك وأهدافك منطقية
أو مبالغ فيها أكثر من اللازم؟
• هل تعتقد نفسك شخص صبور أم
لا؟
• ماذا تفعل لزيادة حافزك
الدراسي أو المهني؟
• هل أنت من الأشخاص الذين
يتحملون مسؤولية أخطائك؟
• ما الذي يجب أن يحدث لتبدأ
حياتك الحقيقية التي تتطلع إليها؟
• ما هي الأشياء التي يجب
أن تتجنب القيام بها؟
أثناء محاولتك التأقلم مع الحياة
بمسؤولياتها والتزاماتها، ستكون هناك أوقات تسأل فيها نفسك: كيف يمكنني أن أفهم
نفسي بشكل أفضل؟ وكيف ستنتهي خططي في المستقبل؟ وعندما لا تأخذ الوقت الكافي لفهم
نفسك، فسوف تندفع إلى نمط حياة لا تنتمي إليه، ولكن يمكنك أن تعيش الحياة بالطريقة
التي تريدها كلما فهمت نفسك بشكل أفضل.
أنواع المهارات التي تحتاج إليها
المهارات
الرياضية: يتمتع هؤلاء الأشخاص بالقدرة على التفكير في الأرقام
ومعالجة المشكلات، ويستمتعون ببرمجة الكمبيوتر وتصميم المواقع وممارسة بعض
الألعاب. ومن هذه الوظائف التي تناسبهم هي مهندس أو محاسب أو مبرمج كمبيوتر ومصمم
مواقع، وما إلى ذلك. ولتطوير هذا النوع من المهارات، يجب عليك القيام بالمزيد من
حل الألغاز وممارسة الألعاب وبعض الهوايات في أوقات فراغك.
المهارات
اللغوية: هؤلاء الأشخاص يجيدون التواصل وسرد القصص، ولديهم طريقة
ماهرة في رواية الكلمات. ومن الوظائف المناسبة لهم العمل في الصحافة أو الإعلان أو
القانون وما شابهه ذلك. ولتطوير هذا النوع من المهارات، يجب عليك مشاهدة الأخبار
وقراءة المنشورات كثيرًا، إلى جانب تعلم لغات وكلمات جديدة مختلفة كل يوم.
المهارات
البصرية: لا يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في معالجة المعلومات بصريًا،
ولديهم اهتمام كبير بالتفاصيل البصرية ومعرفة اتجاه الأماكن. ومن الوظائف المناسبة
لهم مثل التصميم الجرافيكي وتصميم المواقع الإلكترونية. ويمكن تطوير هذه المهارة
من خلال رسم الخرائط والسفر والعودة إلى منزلك من اتجاهات مختلفة.
المهارات الحركية: يشير هذا النوع من المهارات إلى قدرة الشخص على التحكم بحركات جسمه بمهارة. وترتبط المهارة الحركية بالمخيخ الموجود في دماغ الإنسان، كما أن ذكائهم مرتفع، ولديهم القدرة على تنسيق حركة اليد مع العين. ومن بين الوظائف التي يجيدونها النجارون ومدرب اللياقة البدنية ومقدمي الدورات التدريبية. كما يقوم المعالجون الفيزيائيون وأخصائيو العلاج الطبيعي بتطوير هذا النوع من المهارات من خلال الاهتمام بلغة الجسد.