دليل لكتابة الأطروحة البحثية ومناقشتها مع الأمثلة والنصائح

إن الأطروحة البحثية أو الرسالة العلمية هي نوع من الأوراق البحثية، التي تكون استنادًا إلى أساس البحث الأصلي. يتم تقديمها عادةً كمشروع – مرحلة أخيرة من برنامج البكالوريوس أو تتويجًا لدرجة الماجستير أو الدكتوراه.

في كثير من الأحيان، قد يكون من الصعب كتابة الأطروحة البحثية باعتبارها تجربة شاقة. إنها واحدة من أطول مهام الكتابة التي يكملها الطلبة بشكل روتيني. يعتمد ذلك على قدرتك على إجراء البحث من البداية إلى النهاية، بما في ذلك اختيار موضوع مناسب ذي صلة، وصياغة مقترح بحثي، والتخطيط لتصميم دراستك، وجمع البيانات، وإجراء تحليل شامل، والتوصل إلى نتائج جيدة، والكتابة بوضوح وإيجاز.

الأطروحة مقابل بيان الأطروحة

ربما تكون قد سمعت أن كلمة أطروحة تستخدم كمصطلح مستقل، أو كجزء من بيان الأطروحة في الكتابة الأكاديمية. تذكر أن هذين المفهومين مختلفين تمامًا.

إن بيان الأطروحة هو عنصر شائع للغاية في كتابة الورقة البحثية، لا سيّما في العلوم الإنسانية. غالبًا ما تتكون من جملة أو جملتين في بداية الورقة البحثية، ويجب أن تلخص الأفكار الرئيسة بإيجاز ووضوح.

في حين أن الأطروحة هي عبارة عن جزء طويل من الكتابة الأكاديمية، تتطلب في كثير من الأحيان أكثر من فصل دراسي لإكمالها. بشكل عام هي شرط للحصول على الدرجة العلمية في برنامج الماجستير، وفي بعض الأحيان ما تكون متطلبًا لإتمام درجة البكالوريوس خاصةً في تخصصات الآداب والعلوم الإنسانية.

ملحوظة

على نفس المنوال، يمكن أن تسمع أحيانًا مصطلحات "رسالة" و "أطروحة" تستخدم بالتبادل. من الضروري ملاحظة أن تعريفاتهما تختلف اختلافًا كبيرًا وفقًا لبلدك.

على سبيل المثال، غالبًا ما تتم كتابة الأطروحة في الولايات المتحدة كخطوة أخيرة في الحصول على درجة الدكتوراه. بينما عادةً ما يتم كتابة أطروحة على مستوى البكالوريوس أو الماجستير في دول أخرى خاصةً المملكة المتحدة.

كيفية هيكلة الأطروحة

يتم تحديد الشكل النهائي لأطروحتك من خلال عدد من العوامل، بما في ذلك:

* انضباطك.

* موضوعك.

* نهجك النظري.

غالبًا ما تشبه أطروحات العلوم الإنسانية المقالات الأكبر في التنسيق. أنت تخلق حجة لدعم فرضية رئيسية، تمامًا كما في كتابة المقال.

تحتوي الأطروحات عادةً لا سيّما في العلوم الاجتماعية على: المقدمة، ومراجعة الأدبيات، وقسم المنهجية، وقسم النتائج، وقسم المناقشة، وقسم الاستنتاج. تتم مناقشة وتقديم كل من هذه في قسم أو فصل منفصل خاص به. قد ترغب في إضافة ملحق في بعض الحالات.

الصفحة الأولى من الأطروحة

تتضمن الصفحة الأولى لأطروحتك جميع معلومات التعريف المهمة، بما في ذلك:

• عنوان الأطروحة.

• لقبك بالكامل.

• اسمك كاملًا.

• قسمك العلمي.

• جامعتك / معهدك.

• برنامج الدرجة العلمية.

• تاريخ تقديم الأطروحة.

قد تتضمن أحيانًا صفحة العنوان أيضًا معرف الطالب أو اسم مشرفك البحثي أو شعار الجامعة. تحقق من دليل أو إرشادات جامعتك في كتابة الأطروحات إذا لم تكن متأكدًا.

الإقرارات أو الشكر والتقدير

عادةً ما يكون قسم الإقرارات – الشكر والتقدير اختياريًا. إن الغرض الرئيس منه هو منحك فرصة للتعبير عن امتنانك لكل من دعمك طوال كتابة أطروحتك، بما في ذلك المشرفين والأصدقاء والعائلة. يمكن أن تضيف مقدمة أو بعض العبارات الافتتاحية لهذا القسم، والتي قد تشمل جملة واحدة أو اثنتين على الأكثر. يجب أن تكون على اطلاع بالطرق حول كتابة صفحة الشكر والتقدير في الأطروحات البحثية.

الملخص

يُسمى الوصف الموجز لأطروحتك البحثية بالملخص. يجب أن يحتوي على وصفًا موجزًا لأهداف البحث وأساليبه ونتائجه واستنتاجاته، ولا يزيد طوله عادةً عن 300 كلمة كحد أقصى. على الرغم من أن الملخص قد يبدو مختصرًا، إلا أنه بمثابة انطباع أول عن أطروحتك ويقدم عملك البحثي إلى جمهورك. يُنصح في كثير من الأحيان باعتباره ممارسة شائعة، أن تكتب الملخص عندما تنتهي من كتابة بقية أجزاء الورقة أو الأطروحة البحثية. لذلك، من المهم أن تتعرّف على مهارة وخطوات كتابة الملخص البحثي.

قائمة المحتويات

تسرد قائمة أو جدول المحتويات جميع الأقسام الخاصة بك في البحث، بالإضافة إلى أرقام الصفحات والعناوين الفرعية الخاصة بكل منها والمقابلة لها إذا كانت متوفرة لديك. هذا يسهل على القارئ قراءة عملك بسلاسة.

يجب إدراج جميع الأقسام المهمة لأطروحتك في قائمة المحتويات، كما لا تنس إضافة الملاحق على وجه الخصوص. يجعل برنامج مايكروسفت وورد من السهل إنشاء جدول تلقائي إذا كنت تستخدم أنماط العناوين. قد ترغب في معرفة ما يتم تضمينه في قائمة المحتويات في البحث.

قائمة الجداول والأشكال

على الرغم من أنه ليس مطلوبًا، إلا أنه من الجيد تضمين قائمة بالجداول أو الأشكال أو الرسوم البيانية، لا سيّما إذا كنت قد استخدمت الكثير منها للمساعدة في توجيه القارئ. من السهل جدًا إنشاء واحدة من هذه في مستند وورد؛ ما عليك سوى استخدم أيقونة "إدراج التسمية التوضيحية". هناك بعض النصائح حول كيفية إدراج الأشكال والجداول والرسوم البيانية في البحث.

قائمة المصطلحات

إذا كنت تستخدم بشكل متكرر الكثير من المصطلحات الخاصة بالصناعة أو المجال الأكاديمي في أطروحتك البحثية، فيجب عليك تضمينها في قائمة مختصرة ومرتبة أبجديًا مع تعريف موجز لها. بهذه الطريقة، يمكن للقراء البحث بسرعة عن أي معاني غير مألوفة بالنسبة إليهم. قد تحتاج إلى معرفة كيفية إنشاء قائمة المصطلحات في البحث بشكل مركز.

المقدمة

تحدد المقدمة موضوع أطروحتك وهدفها وأهميتها، جنبًا إلى جنب مع التوقعات بالنسبة للقارئ. يجب أن تشمل المقدمة العناصر التالية:

* قدم أي معلومات أساسية قد يحتاجها القارئ لفهم أسس موضوع البحث الخاص بك.

* حدد نطاق عملك ووصف أي بحث سابق حول هذا الموضوع.

* ضع عملك في سياق قضية - مشكلة أو نقاش أوسع.

* اذكر أسئلة البحث لديك.

* صف بإيجاز بقية إجراءات عملك.

بعبارة أخرى، يجب أن توضح المقدمة بإيجاز ودقة للقارئ المعلومات، التي تجيب على أسئلة "ماذا ولماذا وكيف" من بحثك الذي أجريته. إن كتابة المقدمة تحتاج إلى مهارة عالية لدى الباحثين وطلبة الدراسات العليا؛ لذا أقترح عليك بمتابعة الاستراتيجيات الخاصة بكتابة المقدمة في البحث.

المراجعة الأدبية

تساعدك مراجعة الأدبيات العلمية على اكتساب معرفة شاملة لجميع الأعمال العلمية السابقة حول موضوعك، والتي تغطي:

* اختيار المصادر ذات الصلة.

* تحديد مدى موثوقية مصادرك.

* تحليل نقدي لكل من مصادرك.

* إنشاء روابط عبر المصادر، مع مراعاة أي موضوعات أو اتجاهات أو خلافات أو فجوات متكررة.

إن مراجعة الأدبيات هي أكثر من مجرد ملخص للأعمال البحثية الحالية والسابقة. هي بالفعل مهارة مكتسبة عن طرق تطبيق العديد من الاستراتيجيات الفعالة. بدلًا من ذلك، يجب أن ينتج عن مراجعة الأدبيات الخاص بك وتحليلها في النهاية حجة وتبرير واضح لبحثك الخاص، ربما يكون ذلك عن طريق:

• سد فجوة المعرفة الحالية في الأدب العلمي.

• استخلاص استنتاجات جديدة من المعرفة الموجودة.

• استكشاف نهج نظري أو منهجي جديد قيد التحقيق.

• تقديم حلول منطقية جديدة لمشكلة لم يتم حلها بعد.

• الدعم بقوة جانبًا واحدًا في الحج والنقاشات النظرية.

الإطار النظري

يمكن بناء إطار العمل النظري الخاص بك في كثير من الأحيان على تقييمك للأدبيات العلمية، لكنهما ليسا متماثلين في الهيكلة والمنهجية والكتابة. يحدد الإطار النظري النظريات ويحلل المفاهيم التي يستند إليها بحثك وفحصها. كما أشرنا سابقًا، تعتمد كتابة الإطار النظري على بعض الخطوات الأساسية، التي من شأنها أن تجعل منه بمثابة دليل يترجم تصميم بحثك ومنهجيته.

المنهجية

يوضح قسم المنهجية الخاص بك للقارئ كيف أجريت عملية البحث. يجب أن يُذكر بشكل منطقي وواضح؛ حتى يسهل على القارئ تقييم مصداقية حجتك بشكل نقدي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يقنع قسم المنهجية هذا القارئ بأن الطرق التي استخدمتها هي الأكثر فاعلية لمعالجة موضوع وأسئلة البحث. نتيجةّ لذلك، من الضروري أن تتعرف على كيفية كتابة قسم الطرق المنهجية في البحث.

يجب أن يتضمن قسم المنهجية بشكل عام ما يلي:

• المناهج العامة التي استخدمتها "النوعية مقابل الكمية – أو كلاهما".

• طرق البحث الخاصة بك، على سبيل المثال، إجراء دراسة طولية.

• أدوات جمع البيانات الخاصة بك، مثل التجارب أو المقابلات الخاضعة للرقابة والملاحظة.

• أي أدوات أو مواد قد تكون استخدمتها، مثل برامج الكمبيوتر.

• التقنيات التي استخدمتها لتحليل البيانات "مثل التحليل الإحصائي أو تحليل الخطاب".

• تقديم تبرير مقنع لاستخدام هذه المنهجية، ولكن ليس دفاعًا عنها.

النتائج

يجب أن يبرز قسم النتائج ويسلط الضوء على ما وجدته منهجيتك. على الرغم من أن هذين القسمين "المنهجية والنتائج" يكملان بعضهما البعض، إلا أنه لا ينبغي تكرارهما. يمكنك تضمين فرضيات أو موضوعات في قسم النتائج، لكن لا تضيف أي تكهنات أو حجج وتبريرات جديدة هنا.

يجب أن يقوم قسم النتائج الخاص بك بما يلي:

• ذكر كل نتيجة ذات صلة مع تضمين أي إحصائيات وصفية مرتبطة "مثل المتوسط الحسابي والانحراف المعياري"، وإحصاءات استنتاجية "مثل إحصائيات اختبار t وقيم p".

• وصف كيف ترتبط كل نتيجة بالسؤال الرئيسي للبحث.

• التحقق لمعرفة ما إذا كانت الفرضية صحيحة ومدعومة.

إذا كان هناك مزيد من البيانات الإضافية "مثل الأرقام الأولية أو نصوص المقابلات"، فيمكنك إضافتها إلى الملحق. كما يمكن تضمين الجداول والأشكال والرسوم البيانية، ولكن فقط إذا كانت تساعد القارئ على فهم نتائجك بشكل أفضل. وبالتالي، من الأهمية معرفة كيفية كتابة قسم النتائج في البحث. من الأهمية تحليل البيانات بشكل صحيح ومنهجي؛ يمكنك الاستعانة بأحد الخبراء في تحليل البيانات، أو طلب الخدمة من فريق خدمات مدونة بحثي لإجراء عملية التحليل الإحصائي.

المناقشة

يمكنك تفسير نتائجك وتحليلها بعمق كبير ومفصل في قسم المناقشة. هل ارتقت النتائج إلى مستوى توقعاتك؟ ما مدى توافقها مع الإطار النظري الذي أنشأته؟ لتحديد موضع نتائجك في مجال عملك، يمكنك الرجوع إلى أي مصادر ذات صلة. ومع ذلك، يجب أن تترك غالبية هذا التحليل لمراجعة الأدبيات الخاصة بك. قدم تفسيرات بديلة أو قراءات مختلفة لبياناتك لأي نتائج غير متوقعة. يعكس هذا القسم من البحث مدى قدرة الباحث على تفسير نتائجه بطريقة تعزز من فهم المشكلة البحثية، لذا من الضروري أن تتعرّف على كيفية كتابة قسم المناقشة في البحث.

الاستنتاجات

يجب أن يجيب قسم الاستنتاجات هذا بإيجاز على سؤالك البحثي موضوع الرئيس في خاتمة أطروحتك. ينبغي أن يؤكد مدى صراحة تقدم بحثك وما ساهم به في مجالك، ويترك للقارئ معرفة واضحة تمامًا بحجتك المركزية.

لماذا دراستك مهمة؟ ما هي التوصيات التي تقدمها للأبحاث المستقبلية وللممارسين وصناع القرار والسياسات؟ أخيرًا، قم بعمل أي ملاحظات ختامية ضرورية لإكمال عملك. قد تحتاج إلى معرفة كيفية كتابة الاستنتاجات في البحث، أو طريقة كتابة التوصيات في البحث.

قائمة المراجع

لا تنس أن تستشهد بجميع مصادرك في قائمة مراجع كاملة في نهاية أطروحتك لتجنب الانتحال. انتبه لمواصفات التنسيق لكل نمط استشهاد قبل اتخاذ قرار بشأن أحدها، والالتزام به باستمرار طوال أطروحتك.

غالبًا ما سيحدد قسمك / جامعتك أو مجال عملك النمط الذي تستخدمه في توثيق المراجع، لكن الأنماط الشائعة تشمل APA و MLA و Chicago. تعرّف على كيفية إدراج قائمة المراجع وتوثيقها في البحث.

الملاحق

يجب أن تحتوي أطروحتك على المعلومات الضرورية للغاية للإجابة على أسئلة البحث الخاص بك، من أجل أن تظل واضحة وموجزة. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون لديك عدد كبير من الأوراق الداعمة، مثل أسئلة الاستطلاع أو نصوص المقابلات. يمكن إضافة هذه إلى الملاحق لتوفير مساحة في التصميم الرئيسي للبحث وتنسيقه.

التحرير والتدقيق اللغوي

تبدأ المرحلة التالية من التحرير بمجرد الانتهاء من الكتابة. امنح نفسك متسعًا من الوقت للتحرير والتدقيق اللغوي لأطروحتك قبل إرسالها. لا شيء أكثر إحراجًا من كثرة الأخطاء النحوية أو الأخطاء الإملائية في أطروحتك البحثية!

للتأكد من أن مشروعك النهائي لا تشوبه شائبة، فكر في استخدام خدمة تحرير أطروحة احترافية أو مدقق نحوي، مثل التي يقدمها فريق خدمات مدونة بحثي. يمكنك معرفة أهمية التدقيق والتحرير اللغوي في البحث.

مناقشة أطروحتك

من المعتاد عقد موعد لمناقشة الأطروحة البحثية؛ بمجرد تسليم منتجك النهائي، وهو بمثابة عرض تقديمي شفهي لعملك الذي أكملته. سيقوم مشرفتك أو لجنة المناقشين بالتخطيط لذلك، والذي يتضمن غالبًا عرضًا تقديميًا وجلسة تتخلل بعض الأسئلة والأجوبة حول مجريات البحث. يمكنك الاطلاع على أبرز الأسئلة المتوقعة والشائعة في مناقشة الأطروحات لطلبة الدراسات العليا.

ستجتمع لجنة المناقشة بعد ذلك لتقرير عملك البحثي، وما إذا كنت تستحق أي تكريم أو جوائز إدارية، إضافة إلى مدى منحك للدرجة العلمية مباشرة أو مع ضرورة إجراء بعض التعديلات. لكن، تذكر أن معظم جلسات المناقشة هي مجرد شكليات. يجب تصحيح أي مشكلات كبيرة في عملك مع مشرفك البحثي قبل موعد المناقشة لأطروحتك.