يعد اختيار مهنة في الأوساط
الأكاديمية مقابل الصناعة بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية أو الدراسات العليا أحد أهم القرارات، التي
يجب على معظم الباحثين والطلبة في المجتمع العلمي اتخاذها. في حين أن بعض الأشخاص يمكنهم
ببساطة الاختيار من بين الاحتمالين، إلا أن كثيرين آخرين يجدونها صعبة بالنظر إلى
مزايا وعيوب كل منهما. يوفر كلا المسارين فرصًا متميزة للتطوير المهني والتقدم،
لذلك من الأهمية بمكان إجراء تقييم شامل للأولويات والقيم الشخصية قبل اتخاذ
القرار. إذا كنت مثل كثيرين غيرك قد تساءلت عن مسار العمل الذي قد يكون الأفضل لك،
فإن هذا المنشور يناسبك بدرجة كبيرة.
استخدم هذه المدونة للتعرف
على الاختلافات بين الوظيفة في الصناعة والمهنة في الأوساط الأكاديمية بعد
الانتهاء من الدراسة، بالإضافة إلى بعض العوامل الحاسمة التي يجب مراعاتها
أثناء اتخاذ قرارك.
الاختلافات بين العمل في الأوساط الأكاديمية أو الصناعة بعد الدراسة
كل مسار وظيفي في الأوساط
الأكاديمية مقابل تلك الموجودة في الصناعة له سماته المميزة الخاصة به، ويعتبر
التعرف على الاختلافات بين الاثنين أمرًا بالغ الأهمية لاتخاذ خيار مهني مستنير.
دعونا نلقي نظرة على كيفية اختلاف العمل في الأوساط الأكاديمية عن العمل في
الصناعة.
بيئة
العمل: يختلف مكان العمل الأكاديمي اختلافًا كبيرًا عن بيئة العمل
الموجودة في الصناعة. عند الموازنة بين مزايا وعيوب المجال الأكاديمي مقابل
الصناعة، تتمثل إحدى ميزات الأوساط الأكاديمية في أنه يمكن للباحثين العمل بشكل
مستقل أو كجزء من فريق يتولى مشروعات بحثية. إن لديهم الفرصة لاستكشاف هواياتهم
ومعالجة الأسئلة الخاصة بأبحاثهم في بيئة عمل أكثر استرخاءً ومرونة. على الجانب
الآخر، غالبًا ما تكون السرعة والتنافس والضغط لتحقيق النتائج أعلى بشكل عام في
الصناعة.
التعاون
عبر الوظائف والعمل الجماعي: في حين أن العمل الجماعي مهم في كل من
المجالين الأكاديمي والمهني، إلا أنه يمكن أن يتخذ عدة أشكال. يركز التعاون في
الأوساط الأكاديمية عادةً على تبادل الأفكار والخبرات والمعرفة والموارد مع خبراء
آخرين في الموضوع. بينما عادةً ما يركز التعاون في وظيفة صناعية على العمل مع
الفرق وعبر الوظائف لتحقيق أهداف الشركة المحددة.
التقدم
الوظيفي: يعد هذا أحد أهم الفروق بين الأوساط الأكاديمية وقطاع
الأعمال. إن إجراء البحوث وكتابة المقالات العلمية والأكاديمية والحصول على
التمويل والمنح البحثية كلها من الأولويات الرئيسة في الأوساط الأكاديمية، وكل
ذلك بهدف تعزيز المعرفة. على العكس من ذلك، في الوظيفة الصناعية، ينصب التركيز على
تطوير أفضل السلع والخدمات والابتكارات التي ستساعد الشركة على تحقيق الأرباح.
غالبًا ما تعتمد التوقعات والأهداف بالنسبة لأولئك الذين يعملون في الصناعة على
أهداف عمل محددة ومتطلبات السوق وضروريات المستهلك.
مستويات
التعويض: في حين أن الأرباح أو الرواتب في المجال الأكاديمي غالبًا
ما تكون أقل من تلك الموجودة في قطاع الشركات، إلا أن هناك استقرارًا وظيفيًا أكبر
ومزايا أخرى مثل ساعات العمل المرنة وتمويل الأبحاث. من ناحية أخرى، بينما قد تكون
الرواتب أعلى في قطاع الشركات، هناك أمان وظيفي محدود وخيارات أقل للمرونة في
العمل.
اتخاذ القرار: الصناعة أم العمل الأكاديمي بعد الدراسة؟
بينما توفر الوظائف في
الأوساط الأكاديمية والصناعية فرصًا وتحديات ومكافآت مختلفة، يمكن أن يكون كلاهما
مفيدًا ومثيرًا بطريقته الخاصة. يجب اختيار القرار بشأن العمل في الأوساط
الأكاديمية مقابل الصناعة بعد الموازنة الدقيقة بين اهتماماتك وتقييم قدراتك وأوجه
القصور لديك. الآن بعد أن تعرّفنا على ما يجب أن تقدمه كل وظيفة، دعنا نلقي نظرة
على بعض الاعتبارات الأساسية التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ القرار النهائي.
فكر
في أولوياتك: إن تقييم أهدافك وتحديد ما هو الأكثر
أهمية بالنسبة لك هو خطوة أولى حاسمة في تحديد ما إذا كنت تريد ممارسة مهنة في
الأكاديميين أو وظيفة في الصناعة. ضع في اعتبارك ما الذي يحمل قيمة أكبر بالنسبة
لك: هل هي إمكانية الحصول على راتب جيد، أم الاستقلال الفكري والإبداعي، أو القدرة
على العمل وإدارة الجداول الزمنية. من الأهمية بمكان أن تفهم أن كلا الخيارين لهما
مزايا مختلفة، ويجب عليك الاختيار بينهما بناءً على أولوياتك. تقدر الصناعة
الابتكار ورضا المستهلك وتعزيز الإيرادات، بينما تقدر الأوساط الأكاديمية الفضول
الفكري والحرية الأكاديمية والبحث عن المعرفة. فكر في القيم التي تتوافق مع
أولوياتك وآرائك أو معتقداتك الشخصية قبل اتخاذ القرار.
تحديد
نقاط قوتك: هل يمكنك العمل ضمن قيود زمنية صارمة وفي بيئة ذو توجه
عملي؟ أو باعتبارك مبتدئًا يمكنه إدارة وقتك بشكل استباقي، هل أنت في أفضل حالاتك
أثناء العمل في بيئة إبداعية أقل تنظيمًا؟ يمكن أن تساعدك معرفة نقاط قوتك في
اختيار المسار الوظيفي الصحيح.
فكر
على المدى الطويل: أسال نفسك حول أهدافك وطموحاتك وأحلامك
طويلة المدى. حاول التفكير من منظور واسع مع تقييم كيف تكون هذه الاختيارات. هل
ترى نفسك راضٍ ومقتنعًا بإدارة متطلبات وضغوط الحياة المؤسسية مع مرور الوقت؟ أم
أنك مهتم وستكون أكثر سعادة بالحصول على وظيفة أو التدريس أو الكتابة أو العمل في
مشاريع بحثية أو الحصول على منح؟ ضع في اعتبارك ما تريده من الوظيفة ثم اتخذ
قرارًا بعد ذلك.
تذكر أن قرارك الذي ستتخذه
في هذا الأمر لا يجب أن يكون نهائيًا. هناك أيضًا احتمالات للانتقالات اللاحقة بين
الأوساط الأكاديمية والصناعة؛ إذا لزم الأمر في مرحلة لاحقة من حياتك.
كن
منفتحًا على الفرص الجديدة: هناك العديد من مسارات العمل المتاحة
اليوم، والتي تجمع بين امتيازات العمل في المجال الأكاديمي أو المهني. لذلك، حافظ
على تركيزك على مهاراتك واهتماماتك ونقاط قوتك وتدريبك المهني. إذا كنت مهتمًا
بالعلوم وتستمتع بالكتابة، فيمكنك ممارسة مهنة في الصحافة العلمية. وبالمثل، تقدم
العديد من المنظمات والشركات الاستشارية وظائف تتطلب مزيجًا فريدًا من المعرفة
العلمية والخبرة التجارية / المالية. ابق متفتحًا على الفرص البديلة، وقم بتقييم
مؤهلاتك قبل اتخاذ قرار بشأن المسار الوظيفي الذي ترغب في السير فيه.
أخيرًا، يعد اتخاذ قرار بشأن المسار الوظيفي قرارًا شخصيًا وهامًا للغاية، يمكن أن يؤثر على حياة الباحث بشكل كبير. عند الاختيار بين العمل في الأوساط الأكاديمية مقابل الصناعية، هناك العديد من الجوانب التي يجب مراعاتها، ولكل منها مجموعة من المزايا والعيوب والتحديات الخاصة به. افحص كل منهم بدقة وتوصل إلى قرار بعد دراسة جادة والتفكير مليًا في الأمر.