يمكن أن تكون أنت حاليًا قد اقتربت من نهاية رحلتك الدراسية الطويلة
والشيقة للحصول على الدرجة العلمية، أو ربما قد تكون انهيتها بالفعل. وبغض
النظر عن ذلك، إذا عدنا قليلًا إلى الوراء، فمن المتوقع أن تحتمل ذكرياتك في هذه
المرحلة بعض الأوقات السارة والتجارب الممتعة وبعض الأوقات الصعبة واللحظات
المليئة بالتحدي. ولكن عند النظر إلى المستقبل، فربما أنك تحتاج الآن إلى اتخاذ
بعض القرارات بشأن ما ستفعله بعد مرحلة الدراسة، وتحديد وجهتك القادمة، ونوع
المهنة وطبيعتها التي ترى نفسك فيها قريبًا. لذلك، في هذه المقالة سنشارك معك 10
خطوات يمكن وصفها بالتحضيرية؛ للعثور على وظيفة جيدة ما بعد مرحلتك الدراسية، التي
تمثل تجارب وخبرات العديد من الطلبة والباحثين في هذا المضمار. هل أنت متشوق
لقراءة المزيد عن هذه الخطوات؟ إذًا دعنا نبدأ الآن ونمضي قدمًا لهدفنا.
الخطوة الأولى: حدد نوع المهنة ما بعد الدراسة
قبل خوض غمار البحث عن فرص عمل جديدة، فإن أحد أهم الاشياء
التي يجب عليك القيام بها، هي جمع أكبر قدر من المعلومات حول ما هو متاح في
الوظائف. هذا يعني تحديد الأدوار الوظيفية التي تتناسب مع اهتماماتك ومهاراتك
وقدراتك وخبراتك وخيارات حياتك بشكل عام. يمكنك القيام بذلك من خلال التحدث إلى
الزملاء والمختصين والمشرفين والباحثين والأقران وحاملي الدرجة العلمية الذين سبقوك في هذه المرحلة؛ أو الاستعانة بالأدوات الأخرى من المواقع المتخصصة في
هذا الشأن، لاستكشاف المسارات المهنية البحثية داخل الأوساط الأكاديمية وخارجها.
انظر أيضًا إلى مجتمعات الباحثين عبر الإنترنت، ستجد بداخلها خريطة الرحلة المهنية
التفاعلية، إضافة إلى توصيفات وظيفية ومهارات مطلوبة التي يجب أن يتحلى بها
الباحث، كذلك تستضيف هذه المنصات بانتظام جلسات مفتوحة مع باحثين في مجالات
وقطاعات مختلفة، حيث يشاركون تجاربهم ورحلاتهم الأكاديمية والمهنية باستمرار؛ تحقق
منها وخذ ما يساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.
الخطوة الثانية: قم بتحديث سيرتك الذاتية ومراجعتها
لقد حان الوقت لإزالة الغبار عن سيرتك الذاتية القديمة، التي
كانت مركونة في الجزء الخلفي من الخزانة خلال السنوات القليلة الماضية. في هذه
الخطوة، يستلزم تحديث سيرتك الذاتية لتضيف إليها خبرتك البحثية والمهنية المتعلقة
بمجال دراستك، وتضمين قائمة خاصة بالمنشورات والمؤلفات التي أجريتها، وتدوين
المهارات التي اكتسبتها خلال رحلتك الدراسية في الجامعات. اجعل سيرتك
احترافية واعرض فيها نفسك بشكل جيد، ابتعد عن التكلف وسوّق لذاتك بطريقة مهنية
وفعالة، قم بعد ذلك بمشاركتها مع أصحاب العمل، حتى يتمكنوا من قراءتها والاهتمام
بما أنجزته، وتحديد ما إذا كان هناك أعمال ووظائف جديدة ذات صلة بك.
الخطوة الثالثة: ابحث عن الفرص الوظيفية المناسبة
أعني بذلك البدء في إنشاء القوائم البريدية والاشتراك في
التنبيهات الخاصة بمنصات سوق العمل، من أجل الحصول على بعض الأفكار والرؤى بشأن
الوظيفة المتاحة التي تناسبك، وتكوين ملف تعريفي خاص بك يتضمن سيرتك الذاتية. ببساطة
اطلع على الوظائف الحالية على هذه المنصات ذات الصلة بمجال تخصصك ودراستك؛ حاول أن
تكون مراقبًا نشطًا لما يدور من أعمال وأنشطة بداخل هذه المنصات، وما هي مسؤوليات
العمل والمهام التي تتعلق به، وكم تبلغ قيمة الأجور مقابل هذه الوظائف. علاوة على
ذلك، ما إذا كانت هذه الوظائف تعتمد على فكرة العمل التقليدي أو العمل الحر، حيث
إن الأخير من الممكن أن يعزز من سيرتك الذاتية أيضًا، ويفتح آفق واسعة للظفر
بوظائف ومناصب عمل أعلى درجة.
الخطوة الرابعة: تواصل مع الآخرين في شبكتك
اعمل دائمًا على تنشيط شبكتك الخاصة ووسع دائرة تعاملك مع من
حولك، قم بإبلاغهم بأنك ستبحث بنشاط قريبًا عن وظيفة، سواءً كان ذلك مرتبط بمنصبًا
أكاديميًا أو وظيفة أخرى في القطاع الحكومي أو الخاص. تحدث حول ذلك أيضًا إلى جهات
الاتصال الخاصة بك، تشمل قائمة الأشخاص المثيرين للاهتمام الذين قابلتهم أثناء رحلة الدراسة في الجامعة، أو شاركت معهم في مساهمات بحثية أو المؤتمرات العلمية.
يمكنك كذلك أن تطلب من مشرفيك وأصدقاءك وزملاءك التواصل مع جهات الاتصال لديهم
وشبكاتهم الاجتماعية لوضع أدوات الاستشعار والبحث الوظيفي هناك.
الخطوة الخامسة: اكتب مسودة إفصاح عن نواياك
تتطلب منك معظم الوظائف غالبًا أثناء التقديم إليها كتابة
مسودة، يحدد بوضوح طبيعة تاريخ عملك وإنجازاتك واهتماماتك ومهاراتك وأهدافك
المستقبلية، وسبب رغبتك بالانضمام إلى هذه الجهة والوظيفة، والفوائد المحتملة التي
ستقدم إليهم في حال قبولك. قد يأتي هذه المسودة في شكل خطاب تغطية أو بيان الغرض
أو خطاب النوايا أو الهدف أو الغرض من الترشح للوظيفة، أو ربما مزيج من هذه
الكلمات السابقة. إنه في الأساس هو بيان لغرضك، أي أنه مخطط تقريبي تسعى فيه
لصياغة ما قمت به سابقًا وما ستفعله لاحقًا. إن هذه المسودة لن تجعل من الخطوات
التالية أسهل فحسب، بل ستجعل تفكيرك منصب بشكل أكثر تركيزًا على ما تبحث عنه حقًا
في حياتك الأكاديمية أو المهنية المستقبلية.
الخطوة السادسة: إجراء اختبارات التقييم والكفاءة والقدرات
في كثير من الأحيان، ربما يكونوا طلبة الجامعات غير متأكدين تمامًا مما يريدون فعله في بقية حياتهم. قد يكون وضع خطة والالتزام بها في مواجهة حالة
عدم اليقين هذه أمرًا شاقًا ومربكًا لك، خاصةً إذا كنت معتادًا على روتين عمل ثابت
وهدف واضح في ذهنك خلال السنوات القليلة الماضية. في مثل هذه الحالة، يعتبر البحث
عن اختبارات التقييم أو اختبارات الكفاءة والقدرات فكرة جيدة ومستحسنة، حيث ستعمل
هذه الاختبارات على توجيه تركيزك وانتباهك في تحديد الاتجاه الذي تسير فيه بنفسك
بانحياز تام لا شعوريًا. بغض للنظر عما إذا كان الأمر يستحق خوض بعض التجربة أم
لا، ستساعدك بعض هذه الاختبارات أو الأدوات ذات الصلة عبر الإنترنت؛ في تطوير فهم
أفضل لنقاط القوة الخاصة بك وأسلوب العمل المفضل لديك.
الخطوة السابعة: التحدث إلى خبير أو مستشار مهني
يمكن أن يساعدك أحيانًا التحدث مباشرة إلى مستشار مهني أو
خبير في مجال تخصصك، لمعرفة ما يجب عليك القيام به بعد إنهاءك لمرحلة الدراسة. توجد الكثير من مكاتب الخدمات المهنية التقليدية الخدمية أو الجامعية،
أو المنصات ذات العلاقة عبر الإنترنت، التي تضم مجموعة واسعة من الخبراء والمهنيين
المحترفون، الذين يعملون على توجيه الأشخاص بما فيهم الطلبة حديثي التخرج، بشأن
اتخاذ القرارات المهنية التالية في حياتهم. في الواقع، من المحتمل أن تكون الجلسة
المهنية المتعمقة مفيدة للغاية في تحديد وجهتك التي تبحث عنها وترى نفسك فيها، بما
يتناسب مع ميولك وأهدافك وطموحاتك. هذا مهم بالنسبة لكثير من الطلبة، وتحديد خيار
ما إذا كانوا على استعداد لإكمال الدراسة في المرحلة التالية والحصول على الدرجة العلمية.
الخطوة الثامنة: التواصل مع المهنيين الذين ترغب في متابعتهم
بعد أن تقرر بوضوح ما تريد القيام به في حياتك المهنية، فمن
الأفضل التواصل مباشرة مع الأشخاص في شبكتك أو من حولك ممن تهتم بمتابعة حياتهم
المهنية تحديدًا. إذا وجدت هذه الفرصة وكانوا على استعداد للحديث معك، فيمكنهم
منحك بعض الرؤى والأفكار المهمة حول خبراتهم العامة، ووجهات نظرهم في مجال المهنة
وشكلها والمميزات أو التحديات التي تظهر عبر الانضمام إليها. في الواقع، غالبًا ما
يكون روتين العمل اليومي وأنشطته ومهامه لأي وظيفة كانت هو آخر شيء نعرفه قبل أن
نبدأ في الانضمام إلى العمل، لذا فإن وجود شخص ما يعمل في الداخل على استعداد
للتحدث معك هو بالفعل تشكل فرصة ذهبية لك وميزة إضافية لحسم قرار محطتك المهنية
التالية.
الخطوة التاسعة: ابحث بنشاط عن الوظيفة المستهدفة
عندما توشك على الانتهاء من الحصول على الدرجة العلمية، فقد حان الوقت للقفز إلى النهاية العميقة، والبدء في التقدم على
الوظائف المتاحة. قد يكون اختيار بعض الأعمال أو الوظائف الشاغرة هو إحدى الطرق
السريعة والمغرية لتجاوز هذا المأزق؛ لكن ركز بشكل تام على البدء في تحديد ما هو
مناسب لك فعليًا أثناء حضور المقابلات المخصصة لذلك. بغض النظر عن كيفية إجراء
المقابلات الوظيفية، من المرجح أن تكتسب خبرة لا بأس بها في كيفية الحضور
والاستعداد لها، وطريقة تقديم نفسك بصورة جيدة، فضلًا عن الأسئلة التي يجب توقعها
والأسئلة الأخرى التي يستوجب طرحها في نهاية المطاف. لا تبتأس مهما كانت النتائج،
تفاءل فقد يصادفك الحظ وتحصل على عرض وظيفي وأكثر حتى.
الخطوة العاشرة: الاتصال البارد عبر البريد الإلكتروني
تعد هي الخطوة الأخيرة في التحضير لحياتك المهنية القادمة. إذا لم تتمكن من العثور على أي وظائف شاغرة جاهزة تتوافق مع ملفك الشخصي؛ فيمكنك البدء في الاتصال بالأشخاص الذين يعملون في مناصب ومهام مختلفة من الجامعات والمعاهد والشركات والمؤسسات التي حازت على اهتمامك، واطرح عليهم بعض الأسئلة لمعرفة عما إذا كانت هناك أي فرص وظيفية حالية أو ستكون متاحة في المستقبل وأنت مؤهلًا لها. إذا كنت تبحث عن باحث ما بعد الدكتوراه الأكاديمية، فتواصل مع الباحثين الرئيسين في جامعات أخرى، يشاركون في موضوع البحث الذي أجريته أثناء دراستك للدكتوراه. ختامًا، نأمل أن تساعد هذه الخطوات في العثور على الوظائف المناسبة لك، وتطوير مستقبلك الأكاديمي والمهني بشكل أفضل.