القائمة الرئيسية

الصفحات

هل تعاني من متلازمة المحتال؟ 5 استراتيجيات فعالة لمواجهتها

هل تعاني من متلازمة المحتال؟ 5 استراتيجيات فعالة لمواجهتها

ليس من السهل كما يُتوقع التعامل مع "متلازمة المحتال" خلال الرحلة الدراسية الخاصة بك. لا شيء يهيئ الطلبة الجامعيين أو الباحثين في بداية حياتهم المهنية للإجهاد والقلق المفرطين المنتشرين في الأوساط الأكاديمية. حتى الباحثين المتمرسين ذوي الخبرة أو الطلبة المتفوقين في دراستهم، يعانون من عدم الارتياح والاستقرار في مرحلة ما من حياتهم المهنية أو الدراسية، وهذه المشاعر السلبية تبني نمطًا نفسيًا يدفع الباحثين والطلبة إلى الشك في أنفسهم، والاعتقاد بأنهم لا يستحقون إنجازاتهم تلك التي حققوها. نتيجةً لذلك، يطور الأفراد ما يعرف باسم "متلازمة المحتال"، ويكون التعامل مع متلازمة المحتال أمرًا صعبًا بالنسبة لمعظم الناس.

إن مصطلح متلازمة المحتال أو الدجال Imposter syndrome"" يعني أنك تقلق من النظر إليك على أنك محتال. ببساطة أكثر، يشير هذا المصطلح الذي صاغه علماء النفس لأول مرة في أواخر السبعينيات 1 إلى الاعتقاد بأن المرء ليس جيدًا بما يكفي في أداء دوره والمهمة الموكل بها.

والمثير للدهشة أن النخبة المتفوقة تشارك هذا النمط من التفكير والشعور بأنه يجب عليهم إثبات أنفسهم باستمرار بشكل شائع جدًا بينهم. وفقًا للأدبيات النفسية المتاحة، فإن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المحتال لديهم أفكار غير واقعية للغاية حول ما يلزم لتحقيق النجاح. بالنظر إلى أن مكافحة التأثير الكبير لهذه الأفكار على الصحة العقلية والرفاهية والأداء العام هو أمر صعب، خاصةً في السنوات الأولى من حياة الفرد ومهنته، فمن الأهمية بمكان تعلم كيفية التعامل مع متلازمة المحتال في البيئة الأكاديمية.

على الرغم من أن التغلب على متلازمة المحتال والمشاعر الشديدة بعدم الكفاءة قد يبدو أمرًا شاقًا وليس سهلًا، إلا أنه ليس مستحيلًا طالما هناك ما يكفي من العمل والتخطيط للحد منه. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الأساسية للتغلب على مخاوفك وحالات عدم الأمان واستعادة الثقة الأكاديمية لديك.

تقبل أفكارك ودوّن الملاحظات الإيجابية

إن الخطوة الأولى في مواجهة متلازمة المحتال هي إدراك أنك لست وحدك مُصاب بهذا الإحساس. كشف استطلاع حديث على موقع تويتر أن 87٪ من الأشخاص قد عانوا من متلازمة المحتال في مرحلة ما من حياتهم 2. يعد الوعي الذاتي وتعلم كيفية التمييز بين الحقائق والمشاعر خطوة أولى مفيدة جدًا في التعامل مع متلازمة المحتال. قد يساعدك إعادة التفكير في كل ما مررت به للفوز بمنحة دراسية أو مهمة أو جائزة معينة، بالإضافة إلى تدوين جميع الملاحظات الإيجابية واللطيفة التي تلقيتها، على إدراك أن هذا الثناء حقيقي ويتعلق بك ومستحق أيضًا. تعلم كيفية الاستمتاع بالانتصارات والإنجازات الصغيرة؛ فمن المؤكد أن هذا سيوفر لك الثقة التي تستحقها وتحتاجها بشدة.

اصنع انطباعًا وصورة واقعية عن نفسك

إن العادة السائدة بين الأفراد الذين يستسلمون للشك الذاتي ويقعون فريسة له هي الميل الفطري لقضاء ساعات في التركيز على التعليقات السلبية التي يتم الحصول عليها من الأقران أو الموجهين، على حساب رفض أو تجاهل المكونات الإيجابية تمامًا. من الصعب التعامل مع متلازمة المحتال وهذا الإحساس ليس بالأمر السهل، وبدلًا من ذلك يجب على المرء أن يتعامل مع أي ملاحظات ومدخلات يتم تلقيها من منظور موجه نحو النمو. ركز على الإنجازات والنجاحات السابقة واستخدمها كمصادر للاستفادة منها عندما تشعر بأنك لست جيدًا بما يكفي؛ وهو الأمر الذي سيساعدك هذا على تجنب التقليل من قدراتك والشك بها. يتطلب التعامل مع متلازمة المحتال استعدادًا صادقًا لتقييم النقد البناء على حقيقته.

اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك

واحدة من أهم الاستراتيجيات للأكاديميين والباحثين والطلبة، الذين يتعاملون مع متلازمة المحتال، هي الخوض في المخاطر المحسوبة بوعي وجرأة وثقة. عندما يبدأ الشخص في الغرق في الشك الذاتي والسلبية، فإنه يميل إلى تجنب التفاعل والمشاركة الاجتماعية والمواقف التي تبدو غير سارة وصعبة إلى حد ما. من الأهمية بمكان في هذا السياق المحاولة دائمًا لتحسين مهارات الفرد بدلًا من التشكيك في قدرته على القيام بذلك. تجنب ما يجعلك تقارن نفسك بالآخرين، وعوضًا عن ذلك تعلم ما يمكن أن تكون متفوقًا فيه بشكل طبيعي. تذكر أن تطوير القدرات واكتساب المهارات يتطلب وقتًا وجهدًا. ليست الموهبة فقط هي التي ستؤتي ثمارها في النهاية، ولكن أيضًا الثبات والاجتهاد المستمر. من الطرق الرائعة للتعامل مع متلازمة المحتال هي إنشاء بيئة أو مساحات آمنة، يتم فيها تمثيل هويتك والاحتفاء بها كتذكير بقوتك ومثابرتك. 

لا تدع نجاحك أو فشلك يحدد سعادتك

من المهم للغاية عند التعامل مع متلازمة المحتال في العمل أو الدراسة، ألا تدع درجة نجاح أو فشل عملك هي من تحدد سعادتك. من الأهمية بمكان ألا تدع منشورًا مرفوضًا أو مجموعة بحثية منتقدة أو تجربة فاشلة تلقي بظلال من الشك على قدرتك. في الواقع، من غير المحتمل أن يكون هناك عالم واحد لم يواجه الرفض مرة واحدة على الأقل. عند التعامل مع متلازمة المحتال، من المهم أن تفكر باستمرار في الخطأ الذي حدث وما حدث بشكل جيد، حتى تتحسن قدرتك على منع المواقف المماثلة وتجنب المشكلات وإيجاد الحلول البديلة بشكل كبير.

اطلب المساعدة وقدمها للآخرين

نأمل أن تكون النصائح الواردة أعلاه مفيدة لأي شخص يعاني من متلازمة المحتال. إذا لم يكن الأمر كذلك، تذكر أن تطلب المساعدة وتعرضها أيضًا. قد يكون هذا خيارًا بديلًا صعبًا لأولئك الذين يفضلون الاختباء عن الرأي العام وتجنب التفاعلات مع الأقران بسبب ضعف مستوى الثقة، لكن يمكن القول إنه بلا شك الترياق الأكثر فعالية لمواجهة متلازمة المحتال. لن يساعدك التفاعل مع الأشخاص الآخرين على الخروج من قوقعتك فحسب، بل قد يوفر أيضًا بعض المنظور حول إنجازاتك الحقيقية. تذكر أنه بينما قد تعتبر نفسك محتالًا، فمن غير المرجح أن يراك الآخرون بهذه الطريقة.

إن طلب المساعدة والبحث عن حل يحد من متلازمة المحتال لا يجب أن يكون محرجًا. قد تندهش عندما تعلم أن الآخرين يمرون بمشاعر مماثلة. قد يكونوا قادرين على تزويدك بوجهة نظر جديدة لطريقة تفكيرك، أو مساعدتك على التساؤل عن أفكار النقد الذاتي، وقد يساهم ذلك في التعامل مع متلازمة المحتال بشكل أفضل.

التنقل السريع