القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يمكن للباحثين إيجاد الاقتباسات وزيادتها من أعمالهم؟

كيف يمكن للباحثين العثور على الاقتباسات وزيادتها من أعمالهم؟

تحدد كمية ونوعية منشورات العلماء والباحثين إلى حد كبير مكانتهم في مجتمع البحث. تستخدم الاقتباسات أو الاستشهادات كطريقة لتحديد العمل المنشور والتعريف به بشكل فريد. هي تتكون من عناصر قياسية وتتضمن جميع المعلومات المطلوبة لتحديد المنشورات وتتعبها. قد تختلف الاقتباسات في النص وقائمة المراجع من ناحية الأسلوب والنمط، اعتمادًا على ما يتم الاستشهاد به، على سبيل المثال (مقالة في مجلة علمية، كتاب، مقال صحفي، موقع ويب، وما إلى ذلك) والنمط المستخدم لتنسيقها يختلف ما إذا كان مثلا يتبع دليل APA أو ACS وغيرها. كما قد يكون تنسيق قائمة المراجع والاقتباسات مضيعة للوقت ومملًا للغاية، إلا أن برامج الاقتباس المتاحة يمكن أن تساعدك على تحقيق هذه العملية بكفاءة وسرعة مثل برامج إند نوت Endnote أو مينديلي Mendeley أو زوتيرو Zotero.

كيف يمكن للباحثين العثور على الاقتباسات؟

بشكل عام، يمكن للباحثين العثور على اقتباسات وتحديدها من الدراسات ذات الصلة من خلال اتباع ثلاث طرق. أولًا، يمكنهم تتبع المراجع والإشارات إلى الدراسات السابقة المذكورة في المنشورات الأخرى. تعد مقالات المراجعة مصدرًا ممتازًا لتحديد موقع مثل هذه المراجع والبدء بالتفكير في الاستشهاد بها. ثانيًا، يمكن للباحثين الشباب طلب المشورة من أحد الخبراء في هذا المجال، الذي يمكنه توجيههم إلى الأوراق البحثية الأكثر شيوعًا وأهمية المرتبطة بموضوعاتهم البحثية. الطريق أو الخيار الثالث هو استخدام فهرسة الاقتباس، التي تربط المؤلفات المنشورة سابقًا بالمقالات التي تستشهد بهذه المنشورات القديمة. يسمح هذا أيضًا للشخص بتحديد المقالات التي تم الاستشهاد بها، أو تلك المستشهد بها بشكل متكرر من قبل أي مؤلف معين.

لقد قدّم معهد المعلومات العلمية فهرس الاقتباس العلمي (SCI)، وهو أول فهرس اقتباس للأبحاث المنشورة في المجلات الأكاديمية، المملوكة الآن لشركة Clarivate Analytics. في حين أن SCI Expanded (SCIE) هو إصدار أكثر شمولًا متاحًا من خلال منصات الإنترنت مثل Web of Science (WOS). فهرس آخر هو سكوبز Scopus وهو من أكبر قواعد البيانات المختصة بالملخصات والاقتباسات للأدبيات العلمية، التي راجعها النظراء في مختلف مجالات العلوم من بينها العلوم الاجتماعية. يمكن للمؤلفين أيضًا استخدام قاعدة أخرى مثل PubMed، حيث يمكن من البحث في فهارس الاقتباسات الخاصة بالموضوعات البحثية ذات الصلة بهم.

بينما تتطلب WOS وScopus اشتراكًا مدفوعًا، تشمل الخيارات المجانية الأخرى مثل الباحث العلمي لجوجل Google Scholar أو سيتسير إكس CiteSeerX. هل ترغب في معرفة عدد الأوراق التي استشهدت بورقة بحثية معينة وأيها؟ يمكن التحقق من ذلك من خلال زيارة محرك الباحث العلمي، والنقر فوق ايقونة تم الاستشهاد بها بواسطة "مجموعة المنشورات التي اقتبست المقالة البحثية".

تحليل الاقتباس وبعض المقاييس الرئيسة المهمة

تُعرف دراسة تأثير وجودة مقال أو مؤلف أو مجلة أو حتى مؤسسة، بناءً على عدد المرات التي استشهد فيها الآخرون بالأبحاث أو المؤلفين باسم تحليل الاقتباس. يسمح هذا التحيل للباحث بتقييم تأثير مقال معين، ومعرفة المزيد حول مجال أو موضوع محدد، وتحديد مدى تأثير مؤلف معين. هناك العديد من المؤشرات الكمية المتاحة لتحليل ومقارنة التأثير الأكاديمي، والتي تختلف في كيفية حسابها وقاعدة البيانات التي تستند إليها قواعد البيانات المذكورة آنفًا دبيلو أوه أس وسكوبسز وجوجل الباحث العلمي.

المقاييس الخاصة بالمؤلف

بصرف النظر عن المقاييس البسيطة مثل إجمالي عدد المنشورات أو إجمالي أرقام الاستشهادات للمؤلف، فإن المقاييس المدرجة أدناه شائعة للحصول على صورة شاملة للتأثير على مستوى المؤلف:

مؤشر h – h-index: يُعرف فهرس هيرش Hirsch index، بأنه عدد الأوراق (h) مع رقم الاقتباس ≥ h. على سبيل المثال، قد يكون لدى الشخص الذي لديه مؤشر h من 15 مقالة مع ذات العدد من الاقتباسات أو أكثر. فيما يلي بعض المتغيرات أو الاختلافات فيما يتعلق بهذا المؤشر.

مؤشر i10-index: هو عدد المنشورات التي تتضمن على الأقل 10 اقتباسات، على سبيل المثال، شخص ما لديه نحو 28 مقالة منشورة مع 10 اقتباسات أو أكثر، فإن المؤشر في هذه الحالة هو 28.

مؤشر g-index: يزن هذا المؤشر بشكل كبير مقالات المؤلف التي تم الاستشهاد بها بكثرة. قد يكون للورقة الناجحة بشكل خاص تأثير أكبر على هذا المؤشر. 

مؤشر h5-index: يقيس هذا المؤشر نسبة الاقتباسات للمقالات المنشورة في آخر 5 سنوات كاملة.

مؤشر h5-medin: هذا المؤشر هو عبارة عن متوسط عدد الاقتباسات للمقالات المنشورة.

المقاييس على مستوى المجلة

المقاييس بواسطة Clarivate Analytics

يعكس عامل تأثير المجلة العلمية (IF – JIF) المتوسط السنوي لعدد الاقتباسات من المقالات العلمية المنشورة مؤخرًا في تلك المجلة. يمكن تصنيفها أو تقسيمها إلى أنها سنتين (IF) أو 5 سنوات (JIF). في حين يحدد تصنيف ايجينفاكتور Eigenfactor  ويقيّم درجة أهمية المجلة العلمية، من خلال مراعاة مصدر الاستشهادات الواردة. تُحسب درجة تأثير المقالة المستندة إلى هذا التصنيف متوسط تأثير مقالات المجلة العلمية على مدار السنوات الخمس الأولى بعد عملية النشر.

المقاييس بواسطة Scopus

تم تصميم CiteScore ليكون بديلًا لـ JIF. يسمح مقياس التأثير المعياري للمصدر الخاص بكل ورقة بحثية (SNIP) بإجراء مقارنة مباشرة للمجلات العلمية في مجالات موضوعات مختلفة. بينما يأخذ تصنيف مجلة SClmago (SJR) في الحسبان أهمية المجلات العلمية وعدد الاستشهادات التي تتلقاها المجلة.

مؤشر الفورية Immediacy index: يعمل هذا المؤشر على حساب قسمة إجمالي عدد الاقتباسات من المقالات المنشورة في سنة معينة على إجمالي عدد المقالات المنشورة في تلك السنة.

المقاييس على مستوى المقالة

تعد أعداد الاقتباسات وعدد مرات تنزيل المقالة البحثية أمثلة على المقاييس على مستوى المقالة (ALMs). يهدف هذا المقياس الأخير والحديث إلى قياس تأثير بحث المقالة بطريقة أكثر شفافية ووضوحًا من الاستشهادات. 

المقاييس البديلة: توجد العديد من الأدوات التي توفر مقاييس بديلة على مستوى المقالة، استنادًا إلى مصادر وخوارزميات عبر الإنترنت، على سبيل المثال مقياس Altmetric, Plum Analytics, ImpactStory, ALM-PLOS. يبحث مقياس Altmetric عن الإشارات في الأخبار ووسائل الإعلام، والمنشورات المرئية للجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، والمنصات الاجتماعية الأكاديمية، إضافة إلى المدونات العلمية، والوثائق السياسية. تُحسب درجة انتباه هذا المقياس عن طريق حساب وزن قيمة أنواع مختلفة من الإشارات، التي يتم تمثيلها بواسطة "ايقونات" جانبية مع الألوان. تُعرض شارة الأبعاد التصور التفاعلي، وبيانات الاقتباس للمنشورات الفردية.

كيف يمكن للباحثين زيادة عدد الاقتباسات من أعمالهم؟

فيما يلي بعض الاقتراحات الخاصة للباحثين، لزيادة عرض مقالاتهم وتوسيع نطاقه، ورفع درجة احتمالية الاستشهادات بأعمالهم البحثية.

التقديم إلى المجلات المحكمة والمفهرسة

يكاد من البديهي القول إنه لتكون المجلات العلمية ناجحة في الوقت الحالي، فيجب فهرستها في قاعدة بيانات أكاديمية عبر الإنترنت. تعمل قاعدة البيانات المفهرسة على تحسين مستوى الجودة الشاملة للبيانات العلمية. علاوة على هذا، فقد أصبحت أعداد تنزيلات المقالات تقريبًا بنفس أهمية أعداد الاقتباسات منها؛ وبالتالي فإن التقديم إلى مجلة علمية مفهرسة عبر الإنترنت، سيعزز من فرص الباحثين في زيادة التعرض إلى أعمالهم، مقارنة بالتقديم إلى مجلة غير مفهرسة في قواعد بيانات معروفة أو مجلة مطبوعة فقط.

التقديم إلى المجلات ذات الوصول المفتوح

تكتسب مجلات الوصول المفتوح العلمية (OA) شعبية متزايدة، لأنه يمكن الوصول إلى مقالاتها بدرجة أكبر من تلك المنشورة في المجلات العلمية القائمة على الاشتراك. وفقًا لبعض التقديرات، فمن المرجح أن يتم الاستشهاد بمقالة بحثية منشورة في مجلة مفتوحة الوصول بنسبة تتراوح ما بين 40-250%، اعتمادًا على نوعية المجال أكثر من مجلة قائمة على الاشتراك. يمكن لدوريات الوصول المفتوح عالية الجودة استخدام تأثير الاقتباس، لتقليل الوقت اللازم لتوليد المكانة والتقارير التي تتناسب مع جودتها.

تسخير إمكانات وسائل التواصل الاجتماعي

يُعد الترويج الفعال لأبحاث الفرد على منصات وسائل التواصل الاجتماعي طريقة رائعة لزيادة الاستشهادات من المقالات البحثية. يعتبر فيس بوك Facebook وتويتر Twitter وانستغرام Instagram من بين هذه المنصات الأكثر شهرة، كذلك المنصات الاجتماعية الأكاديمية مثل لينكد إن Linkedin ومينديلي Mendeley وريسيرش غيت ResearchGate. لوحظ مؤخرًا كيف أن الباحثين المشاركين بنشاط في هذه المنصات؛ هم أكثر عرضة للاستشهاد بأبحاثهم من قبل الآخرين.

النشر على خوادم ما قبل الطباعة

لقد أصبحت المطبوعات المسبقة شائعة بشكل متزايد في مجالا مختلفة من البحث العلمي؛ تضمن هذه الممارسة ادعاء الباحث بأولوية عمله، وجذب التعليقات البناءة قبل مراجعة الأقران في المجلات العلمية لبحثه. هناك ميزة أخرى لهذه الممارسة، وهي أن لديها القدرة على زيادة درجات انتباه المقاييس والاستشهادات للورقة البحثية المنشورة النهائية. 

إقامة علاقات تعاون مثمرة

في الواقع، يمكن أن تلعب الشبكات الأكاديمية دورًا في تحديد مستوى النجاح الأكاديمي للباحثين، ويكون لها تأثير أكبر في سرعة احتمالية نشر المجلات لأبحاثهم. علاوة على ذلك، لقد عثرت إحدى الدراسات على الباحثين في بداية حياتهم المهنية الذين عمدوا إلى المشاركة في تأليف الأوراق البحثية مبكرًا مع علماء مرموقين في مجالهم، بهدف الحصول على اقتباسات أكثر من أقرانهم.

الاقتباس الصحيح!

من أجل التقدم الوظيفي باستمرار، يتنافس الباحثون على نشر أعمالهم البحثية في المجلات العلمية المرموقة وأكثرها شهرة. في نهاية المطاف، يعكس ترتيب اقتباس الباحث مدى أدائه الأكاديمي باعتباره كمؤشر؛ قد ينتج عن هذا الضغط بعض الإشكالات والتلاعب في الاقتباسات. يجب على الباحثين تجنب هذه الممارسات والابتعاد عنها؛ بما في ذلك الاستشهاد الذاتي المفرط. لتجنب حالة سوء التفسير والخطأ في الاقتباس، فمن المهم على المؤلف عدم الاستشهاد بمقالة معينة إلا بعد قراءتها وفهمها بشكل كامل. يساعد الإسناد الصحيح أيضًا في تجنب الانتحال؛ عند استخدام كلمات فرد آخر حرفيًا، يجب وضع النص بين علامتي اقتباس، ويجب ذكر مصدر الدراسات بوضوح وفق قواعد الاقتباس. كما يُفترض أن يكون المؤلفون على دراية بما يسمى بـ"تلوث الاقتباسات"، والذي يشير إلى الاقتباسات من المقالات في المجالات الاحتيالية الوهمية والمخادعة، وهو الأمر الذي يدفع الباحث إلى أهمية قيامه يدويًا بفحص المصادر التي ينوي الاستشهاد بها.

لتقييم التأثير للمؤلف أو المقالة أو المجلة، يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المقاييس الدقيقة التي تتطور باستمرار. ولزيادة تأثيرهم بطريقة هادفة ومسؤولة وأخلاقية، يجب على الباحثين الاستفادة على أفضل وجه من فهارس الاقتباسات المتاحة، وإتباع النصائح المقدمة في هذه المقالة وغيرها في هذه المدونة.

التنقل السريع