لقد تناولنا في مقالة سابقة
الحديث عن أهمية العمل الحر ومزاياه ومجالاته والتحديات الخاصة به، والأسباب التي
تدعو الباحثين إلى العمل بشكل مستقل. وبالتالي، لقد أصبح العمل الحر ثقافة متزايدة
في مختلف الصناعات، من بين ذلك البيئة الأكاديمية والبحثية، باعتباره يقدم العديد
من المزايا المتنوعة، بما يساهم في إضفاء المهارة والجودة على الأعمال والمشاريع
والخدمات البحثية المقدمة. في هذه المقالة، سنسلط الضوء على كيفية أن تصبح باحثًا
مستقلًا، مع ذكر أبرز الأدوار والمسؤوليات التي يتعين على الباحثين المستقلين
إنجازها بالشكل المطلوب، بما يتفق مع أهداف العملاء المحتملين وتوجهاتهم ووجهات
النظر لديهم، وما يحتاجوه من المعرفة اللازمة التي ستساعدهم في تطوير مجال العمل
الخاص بهم.
ما هو دور الباحث المستقل؟
تتمثل مسؤوليات وأدوار
الباحث المستقل في إجراء بحث حول قضية أو موضوع معين، أو تقديم تقرير إلى مدير
المشروع أو رعاة البحث، بما في ذلك الإدارة العليا ورؤساء الأقسام، أو باحثين
آخرين، أو مباشرةً إلى عميل مستهدف حول بعض المعلومات التي تستخلصها من البحث،
والمساعدة في تنظيم البحث بشكل دوري؛ حتى يتمكن الباحثون أو المحققون أو المسؤولون
الآخرون بسهولة من الاستفادة من هذه البيانات، والوصول إلى الموارد واستخدامها.
يعمل الباحثون المستقلون في مختلف الصناعات، بما في ذلك الإعلام والأخبار والإعلان
والتسويق والترفيه والتعليم والمنظمات الحكومية وغير الربحية والمراكز التي تُعنى
بالفكر والقيادة. وبالتالي، يمكن أن تختلف واجبات الباحث المستقل المحددة؛ اعتمادًا
على طبيعة ونوع الصناعة التي يعمل فيها.
في الواقع، تتطلب العديد من
الصناعات ومجالات الدراسة خدمات بحثية موسعة. في حين أن هناك عددًا من نطاقات ومنهجيات
البحث، فإن معظمها يتضمن جمع البيانات باختلافها؛ بغرض الوصول إلى نتائج
واستنتاجات محددة. عادةً ما يشارك الباحث المستقل في جميع وتنظيم البيانات وتحليل
أشكال مختلفة منها؛ بهدف معالجة المشكلات وتحديد الفرص وتوقع الاتجاهات نحوها. إذا كنت تمتلك الفضول والشغف في جمع البيانات
وتحليلها وتفسيرها، فقد يكون لديك بالفعل ما يلزم من المعرفة والمهارة لتصبح
باحثًا مستقلًا.
المسؤوليات الأساسية لعمل الباحث المستقل
عادةً ما يكون الباحث
المستقل مسؤولًا عن مجموعة متنوعة من الواجبات عند العمل في مشروع خاص للعميل. في
حين أنه من الصحيح القول إن العملاء والمشاريع تختلف، إلا أن هناك مسؤوليات أساسية
عامة متفق عليها، توجب على الباحثين المستقلين أخذها بعين الاعتبار عند توليهم
مشاريع بحثية جديدة. تشمل الواجبات الأساسية للباحثين المستقلين ما يلي:
* تحديد مختلف الجماهير
المستهدفة للبحث، التي يمكن من خلالها جمع المعلومات والبيانات المطلوبة.
* تطوير استبيانات
واستطلاعات مُصممة، لطرح أسئلة متعددة بعدة طرق لاسترجاع المعلومات بصورة دقيقة.
* الإشراف على الميزانية
الخاصة بكل مشروع بحثي، بما في ذلك الطرق المنهجية للبحث، من اختيار أدوات
الاستطلاع عبر الإنترنت أو المقابلة، والتواصل مع المشاركين وتحفيزهم، والاستفادة
من أدوات كتابة التقارير.
* الحفاظ على علاقات موردي
الأبحاث عبر مشاريع وأقسام متعددة.
* كتابة تقارير مكثفة تحدد
طبيعة النتائج الرئيسة، وتوزيعها على أصحاب المصلحة الرئيسيين والإدارة العليا.
* التعاون مع فرق التسويق
وتطوير المشاريع والخدمات عند وضع أسئلة الاستطلاعات أو المقابلة.
* تكوين لوحة المعلومات
التفاعلية، وتوزيع التقارير بشكل آلي لكل مشروع بحثي.
المهارة اللازمة للباحث المستقل
يحتاج الباحثون المستقلون إلى امتلاك العديد من المهارات اللازمة، التي تمكنهم من أداء الأعمال والخدمات الأكاديمية والبحثية على النحو المطلوب منهم بطريقة فعالة وجيدة للغاية. بإمكانك الاطلاع على هذه المقالة لمعرفة المزيد عن هذه المهارات، وكيفية الحصول عليها وتنميتها بشكل مستمر. ختامًا إن تحلي الباحث المستقل بهذه المهارات مما لا شك فيه سيساعده على تأدية أعماله البحثية المطلوبة منه بشكل متقن، ويضفي على رصيد خبرته المزيد من المعرفة والممارسة المهنية في مجال البحث والعلوم. ومع ذلك، لا زلنا نؤكد على نقطة أساسية مفادها أن الأدوار والمسؤوليات التي تقع على عاتق الباحثين المستقلين؛ تختلف باختلاف العملاء والجهات التي ترغب في الحصول على مثل هذه الخدمات والأعمال البحثية.