يجد الجميع أنفسهم في ظرف يعلمون فيه في مرحلة
ما، أن هناك شيئًا ما يجب القيام به، ولكن لا يمكنهم حمل أنفسهم على القيام به أو
ربما يماطلون في إنجازه بأسرع وقت. هذا ما يسمى بالتسويف، الذي يتم تعريفه على أنه
الفاصل الزمني بين النية والعمل. في الواقع، إن البدء هو أصعب عنصر في عملية
الكتابة بالنسبة لمعظم الباحثين والطلبة الجامعيين. لذلك، تركز هذه المقالة على سبب التسويف الذي يراود
الكثير من الباحثين والطلبة خصوصًا المبتدئين، مع ذكر أبرز النصائح والتغييرات، التي من
شأنها العمل على تقليل فجوة التسويف لديهم.
الجميع يماطل ولكن لماذا؟
إذا سألت باحثًا أو طالبًا ما عن
أكثر ما يضايقه في أي وقت، فمن المرجح أنه سيذكر عدم تحقيق أهداف الكتابة أو
المعوقات التي تواجه المؤلف. قد لا تكون هذه الإجابة تشير بالضرورة إلى عقبة
إبداعية؛ إلا أنها يمكن أن تكون نوعًا من التسويف الذي نتحدث عنه هنا.
لا ينعكس التسويف بشكل
سيء على إنتاجيتك أو إدارة الوقت؛ لا يعني ذلك أنك باحث أو طالب غير جيد. يعتبر الخبراء أن
المماطلة مسألة تتعلق في التنظيم الذاتي. يُظهر العلم أن التسويف هو شد الحبل بين
الجهاز الحوفي وقشرة الفص الجبهي للدماغ، وأن شخص واحد من أصل خمسة أشخاص منّا لديه مماطلة مزمنة. 1 يعمل الجهاز الحوفي بشكل مستقل
للتجذير، لضمان البقاء وتجنب التجارب غير السارة (على سبيل المثال، "تناول
هذا البرجر وشاهد هذا الفيلم لتشعر بالرضا!")، بينما يتم التحكم في قشرة الفص
الجبهي بواسطتك، وتسمح لك باتخاذ القرارات بناءً على المعلومات (على سبيل المثال،
"تحتاج إلى إنهاء كتابة تلك الورقة!").
من الأهمية بمكان تحديد
سبب تأخرك في أداء مهمة كتابة العمل البحثي. قد يساعدك التعرّف على حالتك الذهنية
وإدراكها، على إعادة تدريب عقلك على التفاعل بشكل مختلف وكسر الأنماط السلبية.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات للتعامل مع المشاعر، التي قد تمنعك من الوصول إلى
أهدافك فيما يتعلق بالكتابة البحثية.
أسباب تأجيل مهمتك الكتابية وكيفية التعامل معها
1. الافتقار إلى الدافع الأولي: تمامًا
كما يحتاج جسمك إلى "الإحماء" قبل الجري، يجب السماح لعقلك بالتدريج أو
التسخين ببطء لبدء تمرين عقلي صعب.
إذن، ما هي خياراتك وما
الذي تستطيع فعله؟ كن صبورًا مع نفسك: لا يمكنك ببساطة الضغط على مفتاح والانتقال
إلى وضع العمل فورًا، على الرغم من أن بعض الأشخاص المحظوظين قد يكونون قادرين على
القيام بذلك! قد يكون فنجان القهوة أو الشاي أو العصير هو بالضبط ما تحتاجه لتعزيز
انتباهك وتحفيزك لإنجاز هذه المهمة. يمكن للمشي السريع أو الجري أن يحسن مزاجك
ويجعلك تشعر بأنك أكثر استعدادًا للتعامل مع مهمة صعبة والقيام بها.
2. أنت تغرق في الشك
الذاتي: قد تكون غير متأكد من مستوى قدراتك الكتابية. تحدق في صفحتك
الفارغة مرة أخرى، وتشعر بالتوتر شيئًا فشيئًا، كما لو لم تكن جاهزًا أو ذكيًا بما
يكفي للكتابة. افحص هذا الشعور وحاول تقييمه بصورة أكبر. ما هو أكثر جانب من جوانب
الكتابة يضايقك ويجلب المزيد من الضغط عليك؟
* عدم الثقة في الكتابة.
ما الذي تستطيع فعله
الآن؟ يمكنك طلب المساعدة من (مدربي الكتابة، وقراءة الكتب، وأدوات الكتابة
القائمة على الذكاء الاصطناعي) في تطوير مهاراتك في الكتابة، وحتى تلقي الدعم في
تحسين المسودات المكتوبة.
* تواجه صعوبة في إنشاء
مخطط تفصيلي.
في مثل هذه الحالة، ما هو
المطلوب للقيام به؟ ناقش أفكارك مع مشرفك البحثي وزملائك في الدراسة أو العمل أو
حتى المؤلفين المشاركين. حاول استخلاص الأفكار من الأوراق التي تثير اهتمامك.
* التعثر في إدارة
الأدبيات والمراجع.
ماذا تعتقد أنك ستفعل لو
واجهت مثل هذا الأمر؟ إنها ليست صفقة ضخمة! هناك العديد من أنظمة برامج إدارة
المراجع للاختيار من بينها. راجع هذه القائمة من المقالات لمعرفة كيفية العثور على
الأدبيات البحثية، كذلك كيفية التعامل بشكل صحيح مع المراجع في الورقة البحثية
وطريقة توثيقتها.
* تبدو المهمة كبيرة جدًا
وغير قابلة للتحقيق.
ما خياراتك للتعامل مع
هذا الشعور؟ قسّم المهمة إلى أهداف صغيرة دقيقة يمكن تحقيقها وإدارتها (على سبيل
المثال، حاول أن تنجز فقرة أو جزء في اليوم). سوف تلهمك نسبة الدوبامين العالية من
"التهنئة الذاتية" من تحقيق الانتصارات الصغيرة للانتقال إلى المهمة
الصغيرة التالية. أنت على وشك الانتهاء قبل أن تعرف ذلك!
3. أنت عالق حقًا: حسنًا،
لا يمكنك تجاوز تلك الشاشة الفارغة، أو ربما بدأت ولكنك علقت لعدة أيام، أو حتى
غير قادر على الكتابة على الإطلاق.
هل أُصبت بخيبة أمل
كبيرة؟ لا تقلق إذا لم تحرز تقدمًا كبيرًا في المهمة خلال الإطار الزمني الذي
حددته لها. في بعض الأحيان، تأتي الأفكار إليك أثناء القيام بشيء غير ذي صلة على
الإطلاق. حاول تشغيل الأفكار حول تخطيط مقالتك أو انسيابها في عقلك طوال اليوم،
عندما لا تكون تحت ضغط كبير. قد يكون هذا أثناء قيامك بواجباتك اليومية مثل المشي
أو الطهي أو أداء مهام متكررة في المختبر.
بهذه الطريقة، يمكنك أن
تبدأ هذه المهمة بالكلمات الموجودة في رأسك. احتفظ بمفكرة أو جهاز في مكان قريب
لكتابة الأفكار والنقاط وحتى المصطلحات أو العبارات التي قد ترغب في استخدامها في
البحث الخاص بك. يمكن تسجيل الملاحظات الصوتية على هاتفك ونسخها باستخدام أدوات
تحويل الصوت إلى نص.
4. أنت مشتت الذهن: أنت قد
تفضل الحوافز قصيرة الأجل على المكافآت طويلة المدى، مثل مشاهدة عرض جديد على نت
فليكس Netflix، بدلًا من الاستمتاع بنجاح في الكتابة وتسليم ورقتك في الوقت
المحدد. بينما تحدق في المؤشر الوامض على شاشتك الفارغة، تقوم بالتبديل بين علامات
التبويب أو تمسك بهاتفك للتحقق من رسائل واتساب أو التمرير على منصة تويتر!
ما الذي تستطيع القيام به
لتجاوز هذا؟ لقد حان الوقت لتقليل المشتتات! ضع هاتفك في غرفة مختلفة، وقم بإيقاف
تشغيل إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى، واستخدم أدوات حظر
التطبيقات على الجهاز الذي تعمل عليه.
بعض التغييرات في روتينك لتقليل التسويف
استخدم التصوّر لصالحك: من
السهل تخيل "خط النهاية"، لكن ماذا عن محاولة رؤية "خط
البداية" لمشروعك؟ بعد ذلك، يمكنك استخدام الإشارات المرئية أو التذكيرات
المرئية لتحفيزك على التصرف، مثل تدوين بعض الملاحظات وإنشاء القوائم. سلط الضوء
على الهدف الذي ترغب في تحقيقه في خيالك أو في عين عقلك. هذا يجعل الهدف أقرب
وأكثر قابلية للتحقيق.
ابحث عن بيئة العمل
المناسبة: هل تبدو العودة إلى نفس محطة العمل للكتابة أمرًا روتينيًا
يشعرك بالكدح؟ حتى الإشارات المرئية التي وضعتها تتلاشى في الخلفية وأنت تتجاهلها.
من الضروري في هذه الحالة تغيير بيئة العمل الخاصة بك؛ قد يكون موقعًا مختلفًا
مفيدًا لإنجاز هذه المهمة. يمكنك أيضًا تجربة استخدام مكتب واقف لمعرفة ما إذا كان
يحسن من يقظتك. قد ترغب وتستمتع في الكتابة وأنت مستلقيًا على السرير؛ إذا كنت تشبه كاتب العلوم
الشهير سيدهارتا موخيرجي Siddhartha
Mukherjee! 2
حدد وقتك الأكثر إبداعًا: كثيرًا
ما نسمع مثل هذه العبارة "لا تنتظر الوقت المثالي لبدء الكتابة" أو
"أفضل وقت هو الآن!" أو "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد". ومع
ذلك، لدينا جميعًا فترة من اليوم نكون فيها أكثر إنتاجية أو إبداعًا. يجب أن تقوم
أنت بالمكوّن الإبداعي الرئيسي في عملك الكتابي. يعمل بعض الأشخاص بشكل أفضل تحت
الضغط ويستفيدون بالفعل من هذه التقنية أو النهج لصالحهم. إذا كان هذا يصفك،
استمتع بإثارة الأدرينالين وأنت تقترب من الموعد النهائي لمشروعك البحثي!
أفكار أخيرة .. التسويف في الكتابة
إن تجربة التسويف مؤلمة
أكثر من المهمة الحالية التي تنجزها. وبغض النظر عن ذلك، فنحن جميعًا عرضة لتأجيل
المهام والأشياء، التي لا توفر إشباعًا واحتياجًا فوريًا. إن الأمر في نهاية
المطاف متروك لنا؛ لإيجاد التوازن بين الرضا من تحقيق الأهداف قصيرة الأجل وطويلة
المدى.
سأتركك مع تجربة مرة
واحدة فقط، ادفع نفسك لإكمال المهمة الكتابية في الوقت المحدد. حاول دفع نفسك
وإنهائها في وقت أبكر من اللازم. لاحظ ما تشعر به بعد الضغط على زر الإرسال /
الإنهاء (تنبيه: سيكون الأمر مثيرًا ومبهجًا!). استمتع بهذا الإحساس، لكن لا تتوقف
عند هذا الحد. حاول أن تتذكر وتستوعب هذا الشعور دائمًا، وتذكر ذلك في المرة
القادمة التي تريد فيها تأجيل الكتابة. قد يكون هذا الشعور المرضي هو كل ما يتطلبه
الأمر لكسر العادات القديمة، والدخول في دورة جديدة من كونك كاتبًا منتجًا!
خدمات المؤلف والتحرير
إن كان شعور التسويف يراودك حقًا في ذهنك باستمرار، عند التفكير في البدء بأولى خطوات عملك البحثي؛ فلا تقلق سيولي خبراء مدونة بحثي بالمزيد من المساعدة لأجلك؛ حتى تتمكن من الحصول على الإرشادات الصحيحة، وتجعل من عملك البحثي فريدًا من نوعه، من خلال الكثير من المزايا والخدمات التي يقدموها. ماذا تنتظر؟ أبدأ الآن بالتواصل معهم والحصول على الخدمة!