قد يشكل التواصل الذي يعد مهارة بحث أكاديمية مهمة للتقدم
المهني تحديًا، خاصةً بالنسبة للباحثين والطلبة الجامعيين في بداية حياتهم المهنية. كثيرًا ما يشعر الباحثون الأكاديميون والطلبة بالحيرة والإحباط من مفهوم
شبكات التواصل؛ لأنه ليس بسيطًا ومباشرًا وهم غير متأكدين من أين يبدأون. غالبًا
ما يجلس الأكاديميون الانطوائيون بمفردهم في المؤتمرات حاملين مشروبًا في أيديهم؛
لأن التواصل من أجل البحث مستحيل بالنسبة لهم. وفقًا لما وجدته بعض الدراسات، يمكن
للشبكات أن تجعل الناس يشعرون بعدم الأمانة والخداع والتلفيق والأنانية 1.
أهمية التواصل
إن التواصل هو مهارة بحثية مهمة للباحثين وطلبة الجامعات في بداية حياتهم المهنية، والذين من المحتمل أن يكونوا الأكثر تخوفًا من
ذلك. ومع ذلك، فإن هناك مزايا عديدة للبحث في الشبكات؛ إنها فرصة جيدة لبدء تعاون
جديد ومشاركة الأبحاث والتعرف على فرص التمويل والتواصل مع محرري المجلات العلمية
والمراجعين 2. تسمح الشبكات أيضًا بالتعلم المشترك ونقل التكنولوجيا وتعزيز
التعاون في المشروع البحثي. تُظهر البيانات أن المقالات القائمة على البحث
التعاوني تحصل على المزيد من الاستشهادات نظرًا لتنوع المؤلفين 3.
نصائح للباحثين والطلبة حول التواصل
الآن بعد أن ثبت أن هذه مهارة مهمة وأساسية للأكاديميين وطلبة
الجامعات للتطوير؛ من أجل تكوين جهات اتصال والتقدم في حياتهم المهنية،
إليك بعض النصائح الفعالة للتواصل مع الباحثين.
1. حضور المزيد من المؤتمرات الأكاديمية
إن هذا الأمر بالفعل لا يحتاج إلى تفكير ونقاش! توفر
المؤتمرات الأكاديمية فرصة رائعة للتواصل مع الزملاء، العاملين في نفس المجالات أو
الموضوعات ذات الصلة. يمكن أن تسمح التفاعلات مع أقرانهم ذوي التفكير المماثل
بتقديم منظورًا جديدًا لنتائج بحثك، بالإضافة إلى تحديد اتجاهات جديدة للبحث في
المستقبل. تحتوي بعض المؤتمرات الآن على أوضاع افتراضية، وهو أمر رائع للأكاديميين
والطلبة الذين يجدون التفاعلات والاجتماعات الشخصية صعبة ومرهقة ومثيرة للأعصاب. على
الرغم من أن الاجتماعات الافتراضية تفتقر إلى اللمسة الشخصية للقاءات الشخصية، إلا
أنها يمكن الوصول إليها بشكل أكبر وبأقل تكلفة وأسهل في الاستخدام. يتيح توفر
الجلسات المسجلة للمشاركين الانضمام إلى الاجتماعات في أوقات فراغهم ويعمل كمورد
قيّم للاستخدام في المستقبل.
2. انقل نتائج بحثك وشارك في النقاشات
يمكن للباحثين وطلبة مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا الاستفادة إلى أقصى حد
من تجربة المؤتمرات الخاصة بهم، من خلال تقديم أعمالهم إما شفهيًا أو من خلال
الملصقات الأكاديمية. يسمح لك الملصق أو العرض التقديمي الشفوي بمناقشة دراستك
بينما تتلقى أيضًا تعليقات من باحثين آخرين. كما يسمح للزملاء في المجالات ذات
الصلة بالوصول إليك. قد يكون هذا مكانًا جيدًا لبدء التواصل لأن معظم الباحثين
يشعرون بالارتياح عند مناقشة عملهم في الأماكن العامة ومع الأشخاص الذين يبدو أنهم
مهتمون به. اطرح أسئلة وانخرط في محادثة ثنائية الاتجاه مع الباحثين في المرة
التالية التي تقدم فيها نتائجك في المؤتمر. سيسمح لك ذلك بالتواصل وبناء العلاقات
مع هؤلاء الباحثين وتوسيع شبكتك الخاصة الأكاديمية والمهنية.
3. ابق على اتصال دائم بشبكتك الأكاديمية والمهنية
يتطلب بناء شبكات قوية بذل الجهد والتواصل، وكلاهما ضروري
لعملية بناء الشبكات الاجتماعية والوظيفية. نظرًا لأننا نميل إلى الانحراف عن
بعضنا البعض، فقد تكون الروابط والاتصالات التي ننشئها في المؤتمرات مؤقتة وعابرة
في بعض الأحيان. من أبرز الطرق لتقوية هذه الروابط متابعة الأشخاص الذين تقابلهم
على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومشاركة أعمالهم البحثية والمهنية، وترك
التعليقات على أحدث منشوراتهم. يقدر معظم الأكاديميين رسائل البريد الإلكتروني
التي تثني على جهودهم، والبقاء على اتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيساعدك فقط
في بناء شبكتك وتوسيعها. استخدم شبكتك لصالحك كأحد النصائح للباحثين الذين يبحثون
عن وظيفة بحثية؛ أبلغ شبكتك أنك تبحث عن عمل حتى يتمكنوا من تذكرك.
4. إنشاء وجود للباحثين والطلبة على منصات الإنترنت
في الواقع، لقد تطورت وسائل التواصل الاجتماعي كأداة حاسمة
للتواصل في العالم الحديث. يمكن للباحثين والطلبة الجامعيين إنشاء تواجد
لأنفسهم عبر الإنترنت، من خلال مشاركة عملهم على منصات مختلفة، واستخدام هذه
القنوات للتواصل مع أقرانهم، وطرح الأسئلة ذات الصلة بمجالهم، ومساعدة الآخرين في
تلبية احتياجاتهم المتعلقة بالبحث. على سبيل المثال، توفر المنصات عبر الإنترنت
مثل تويتر وفيسبوك ولينكد إن,
في كثير من الأحيان جوًا مريحًا وبيئة غير رسمية للمناقشات ثنائية الاتجاه، التي
تؤدي إلى مشاركة الأفكار وتكوين الشراكة والتعرّف على أحدث التطورات في مجال
خبرتك. يساعدك الحفاظ على وجود نشط على وسائل التواصل الاجتماعي على الانخراط في
محادثات مع باحثين وطلبة مختلفين من جميع أنحاء العالم وتشكيل بعض الاتصالات
المهنية طويلة الأمد.
5. سجل في ورش العمل والندوات عبر الإنترنت
إن ورش العمل التدريبية والندوات العلمية عبر الإنترنت هي
الطريقة الأكثر مباشرة لتوسيع شبكتك الأكاديمية ومقابلة المزيد من الباحثين. على
الرغم من أنها تستغرق وقتًا طويلًا في بعض الأحيان، توفر ورش العمل للباحثين
تعرضًا كافيًا ووقتًا لطرح الأسئلة شخصيًا ومناقشة أبحاثهم والتواصل مع المدربين
وغيرهم من الحاضرين خلال الجلسات التفاعلية. من ناحية أخرى، يمكن أن تكون المشاركة
في الندوات عبر الإنترنت أداة تعليمية ممتازة تتيح لك مقابلة باحثين نشطين يعملون
في مجال اهتمامك. يعد التواصل مع الباحثين الذين لديهم القدرة على أن يصبحوا
متعاونين في المشاريع المستقبلية أحد أهم مهارات الباحث الجيد.
6. انضم إلى عضوية الجمعيات العلمية والمهنية
كلما تقدمت في مسيرتك البحثية واكتسبت خبرة في مجالك، فمن
النصائح الشائعة للباحثين المستقبليين الانضمام إلى الجمعيات العلمية والجمعيات
المهنية. توفر هذه المجموعات والمجتمعات الموارد والمعلومات التي لا تبقيك على
اطلاع دائم بآخر التطورات في مجالك فحسب، بل تساعدك أيضًا على التعرف على
المؤتمرات ذات الصلة، وفرص العمل المتاحة، والدعوات نشر الأوراق البحثية. تقدم هذه
الجمعيات في كثير من الأحيان مزايا إضافية للأعضاء، مثل الإعفاء من الرسوم،
والتدريب، والنشر، والتمويل والمشورة والدعم. ومع ذلك، للاستفادة من هذه المزايا،
يجب أن تكون عضوًا نشطًا في المجموعة.
7. قم بإنشاء موقع ويب شخصي وابدأ في التدوين
يعد امتلاك موقع ويب شخصي إحدى النصائح الفعالة للتواصل، بغض
النظر عن مكانك في حياتك المهنية. إنه مفيد لمن هم في السنة الأخيرة من الماجستير
أو الدكتوراه والباحثين المهنيين الأوائل الذين يبحثون عن فرص عمل. يمكن إضافة
رابط موقعك إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة بك، بحيث يعمل بشكل فعال
كسيرة ذاتية عبر الإنترنت يمكن لأي شخص مهتم بأبحاثك الوصول إليها. يمكنك كتابة
منشورات بداخل المدونة تلخص نتائج بحثك، واهتماماتك وأفكارك البحثية، والأهداف
المستقبلية، وحتى تضمين بيان موجز عن سيرتك الذاتية على موقع الويب هذا. تذكر
تضمين عنوان بريدك الإلكتروني ورقم هاتفك على موقع الويب الخاص بك؛ حتى يتمكن
أصحاب العمل والباحثون المحتملون من الاتصال بك.
نصيحة أخيرة بالنسبة للباحثين المستقبليين، يمكن أن يؤدي التواصل الفعال إلى زيادة الإنتاجية والمخرجات وجودة البحث. من خلال الاستماع إلى نضالاتك وإقامة اتصالات طويلة الأمد، يمكن أن تساعدك شبكتك على التنقل في المسارات الوظيفية، وتأمين التمويل، وتوفير الشعور بالانتماء. إذا كنت لا تزال تواجه مشكلة، فضع في اعتبارك نصيحة التواصل المفيدة هذه: ابحث عن الاهتمامات المشتركة لتقديم نفسك للباحثين في الأحداث؛ إذا لم يكن الأمر كذلك، اذكر أي مهارات لديك قد تكون مفيدة للتعاون معهم في المستقبل. إذا كنت لا تزال في حيرة من أمرك وعالقًا في الكلمات، فكل ما عليك هو التعبير عن امتنانك وتقديرك لعملهم واتصالهم. حظًا سعيدًا مع الشبكات الخاصة بك!