إن اكتساب مهارة جديدة قد يستغرق منك الأمر وقتًا، وهذا أيضًا ينطبق على تطوير مهارة القراءة لديك، فقد تتشكل مهارة القراءة لدينا خلال سنوات من الممارسة، والرغبة الصادقة في تعلم
أشياء جديدة. وهذا بالتأكيد يتطلب منك الصبر والمثابرة ودفع نفسك لقراءة مواضيع
خارج مجال اهتمامك وخبرتك أيضًا.
في هذه المقالة
سنعرض لك بعض الاستراتيجيات، التي قد تساعدك في جعل قراءة المنشورات الأكاديمية
والمقالات العلمية جزءًا من روتينك اليومي.
قم بإنشاء قائمة مرجعية خاصة بقراءة المجلات ذات الصلة:
لبدء قراءة الأبحاث، قم بتجميع قائمة كاملة بالمجلات
التي تنشر بانتظام دراسات حول موضوعك البحثي، قم بتضمين الدوريات، التي تقدم
تفاصيل الإجراءات التجريبية، أو التحليلات الحديثة، بالإضافة إلى تلك التي تقدم
نتائج البحث الأولية؛ لتلقي التنبيهات عبر الإنترنت عند نشر تقارير جديدة، قم
بالتسجيل للحصول عليها. من خلال القيام بذلك، يمكنك التأكد من أنك لن تفوت أحدث
التطورات في مجالات اهتمامك. أخيرًا، قم بمراجعة قائمة المجلات الخاصة بك بشكل
دوري ومنتظم؛ لإلقاء نظرة على المجلات الجديدة التي تم حفظها حديثًا، والتخلص من
أي مجلات تم إلغاؤها أو لم تعد تنشر بعد الآن.
خصص وقتًا للقراءة أثناء يومك:
ضع هدفًا لنفسك
(قد يكون قراءة عدد معين من المقالات العلمية يوميًا) لقراءة المزيد من المقالات
العلمية في مجالك البحثي، فعليك اتباع النصيحة التالية، والتي تعد طريقة جيدة
لتطوير عادة القراءة لديك، فكل ما عليك هو أن تقوم بتخصيص وقت محددًا للقراءة
يوميًا - سواء في الصباح أو في الطريق من وإلى العمل. سيساعدك ذلك على اكتساب مهارة القراءة، والمحافظة عليها.
قم بقراءة بعض الأبحاث العلمية خارج نطاق مجالك البحثي:
لتطوير عملية الاكتشاف العلمي لديك، إضافة إلى
تطوير قدرتك في التفكير النقدي، وتمكينك من التفكير بشكل مختلف وخارج الصندوق، لا
تقتصر قراءتك فقط على موضوعك البحثي، بل قم أيضًا بقراءة التقارير، والمقالات،
والأبحاث ذات الصلة. يمكّنك ذلك من فهم التنوّع للمنشورات العلمية السابقة، ويمكن
أن يساعدك أيضًا في تطوير مفاهيم ونظريات جديدة.
اقرأ المقالات العلمية بنشاط وقم بتدوين الملاحظات:
كثيرًا ما يقرأ الباحثون المقالات العلمية بشكل
سلبي، دون الاستيعاب والاستفادة لما يقرؤونه، مما قد يتسبب ذلك في فقدان اهتمامهم
بالقراءة. لذا من الأهمية بذل الجهد؛ لتنمية مهارة قراءة الأوراق العلمية بشكل
صحيح، وذلك من خلال التأكيد على المعلومات ذات الصلة، وتدوين الملاحظات المهمة،
والتفكير النقدي للمعلومات المقروءة.
الانخراط في محادثات فكرية:
لتطوير اهتمامك بقراءة الأبحاث العلمية، إليك
بعض العوامل التي قد تكون محفزًا لك لاكتساب مهارة القراءة، قم بمناقشة المعلومات
التي تقرأها مع زملائك، أيضًا قم بالمقارنة بين تفسيراتك أنت، وتفسيرات زملائك حول
المعلومات التي قرأتها؛ يتيح لك تبادل الأفكار ومناقشتها، فهم أفضل للمقالات
والأبحاث العلمية التي اطلعت عليها، كما يساهم ذلك في حفظك للمعلومات بشكل أفضل،
والاستفادة منها لاحقًا.
في الختام أتمنى منك ألا تسوّف في العمل والاجتهاد من تطوير مهارة القراءة لديك؛ لأنها ليست مجرد اختيار مهارة القراءة بالنسبة لك كباحث، بل يجب عليك اكتسابها والعمل بها، منذ بداية التحاقك ببرنامجك الدراسي، في الماجستير أو الدكتوراه، ذلك لما لها من أثر وانعكاس واضح على جودة عملك البحثي.