من المحتمل أنك حصلت على
درجة الماجستير أو الدكتوراه، بعد مضي 3 أو 4 سنوات من العمل الجاد والدراسة
المتواصلة، ويُثار لديك تساؤلًا جوهريًا "ما هي الخطوة التالية في
الحياة؟". في الواقع، بقي عدد قليل جدًا من خريجي الدراسات العليا في الأوساط
الأكاديمية بعد حصولهم على الدرجة العلمية. سيعمل الغالبية من خريجي الدراسات
العليا في الصناعة. ومع ذلك، وبين الحين والآخر، لا سيّما في بعض الدول، يتم
الإدلاء بالملاحظة التالية أثناء عملية التوظيف:
"لماذا أهدرت وقتك في
إجراء الأبحاث، بينما تريد الآن العمل في المجالات الصناعية؟ ألا يجب أن تذهب
مباشرة إلى العمل بعد الانتهاء من درجة الماجستير، وتستخدم هذه السنوات لاكتساب
خبرة في العالم الحقيقي؟"
لا تشعر بالقلق أو الإهانة أو سوء
فهمك؛ إذا تم طرح هذا السؤال عليك أو تلقيت ملاحظة مماثلة. بدلًا من ذلك، قم بتسليط
الضوء على مهاراتك الأكاديمية من حيث صلتها بالبحث عن وظيفة. وغني عن القول، فكر
في هذا الأمر جيدًا قبل الدخول إلى غرفة المقابلة للعثور على وظيفة.
في حين أن سنوات الخبرة في
الممارسة هي بالتأكيد ذات قيمة كبيرة، إلا أن هذه السنوات في الأوساط الأكاديمية،
خاصةً أثناء السعي للحصول على درجة الدكتوراه، ستزودك بالمهارات التي قد تجعلك
مرشحًا أكثر جاذبية للوظيفة الشاغرة في مجالك.
دعني أقولها مرة أخرى
بوضوح: لقد حوّلك تدريب الماجستير لا سيّما الدكتوراه الخاص بك إلى باحث مستقل،
لديه مجموعة متنوعة من المهارات التي تحظى بتقدير كبير في الصناعة. اعتمادًا على مجال
عملك، ضع في اعتبارك المهارات التالية التي ستضعك في مقدمة المتقدمين الآخرين على
الوظيفة:
1. المهارات التحليلية
سواءً كان بحث الماجستير أو
الدكتوراه الخاص بك يعتمد على تحليل البيانات النوعية أو الكمية، فهناك دائمًا قدر
كبير من العمل التحليلي المتضمن في المشاريع البحثية في مرحلة الدراسات العليا.
تتطلب العديد من المكاتب الاستشارية والمختبرات الخاصة والشركات الفنية الكبيرة،
القدرة على التعامل مع كميات كبيرة من البيانات.
2. الحكم الذاتي
يمنحك الحصول على درجة
الدكتوراه تحديدًا فرصة أن تصبح باحثًا مستقلًا. يُندر وجود مرشح دكتوراه في السنة
الثالثة أو الرابعة يطلع على مشرفه على أدق التفاصيل أثناء العمل. يمكن أن تعمل
على شيء ما لأسابيع متتالية، وتجربة مناهج ومسارات مختلفة وتكرارها، واتخاذ
قراراتك الخاصة. يتيح لك هذا المستوى العالي من الاستقلالية العمل على مشاريع أكبر
بمفردك، بينما تكون قادرًا على توصيل قراراتك وأسبابها إلى رؤسائك في وقت لاحق.
3. القدرة على تعلم مواضيع ومهارات جديدة
أثناء دراستك لدرجة
الماجستير أو الدكتوراه، فقد تواجه موضوعًا لا تعرف الكثير عنه، أو قد تكتشف أنك
بحاجة إلى برنامج كمبيوتر مختلف، أو مهارات معينة مختلفة لمواصلة بحثك. بدلًا من
رفع كتفيك والتفكير، "حسنًا، سيء جدًا، لا أعرف ذلك ..."، توجه إلى
المكتبة واحصل على كتاب حول هذا الموضوع، واقرأ بضع ورقات حول هذا الموضوع، كما
اتبع برنامجًا تعليميًا عبر الإنترنت، أو ابدأ المشاركة في منتدى للمتدربين أو
الذين يطورون مهارات معينة. تتيح لك هذه القدرة على تعلم موضوعات ومهارات جديدة
بمفردك، جنبًا إلى جنب مع استقلاليتك، التقدم بسرعة في حياتك المهنية في أي مجال
محدد تقريبًا.
4. الفهم العميق لمجال عملك
نظرًا لأن درجة الدكتوراه
هي أعلى مستوى تعليمي يمكنك الحصول عليه، يمكنك أن تفتخر بمعرفة المزيد عن موضوع
معين أكثر من معرفة غالبية الناس. في الواقع، عندما يتعلق الأمر بموضوع البحث
الفرعي الخاص بك، يمكنك الادعاء بأنك خبير في مجالك في هذا الموضوع - فأنت ببساطة
الشخص الوحيد الذي يعرف كل الخصوصيات والعموميات عن الموضوع الذي اخترته لدراسات
الدكتوراه.
5. مهارات العمل الجماعي
تكون درجة الماجستير أو
الدكتوراه على وجه الخصوص دائمًا نتيجة للتعاون، سواءً مع المشرفين على البحث، أو
المؤسسات الممولة للبحث، أو أثناء تواصلك مع الباحثين الآخرين أو فنيي المختبرات.
لم يتخرج أي شخص على الإطلاق من خلال التفكير في غرفته في عزلة تامة لبضع سنوات،
ثم بشكل مفاجئ كتابة 1000 صفحة من مواد البحث المبتكرة. يعد العمل في مجموعات أحد
أكثر المهارات قيمة التي ستكتسبها أثناء الدراسات العليا.
6. مهارة الكتابة الأكاديمية
هذه الأوراق وتلك الأطروحة
البحثية لم تأتي من تلقاء نفسها، ولم تُكتب دون تنمية مهارات الكتابة الأكاديمية
الصحيحة. مع كل ممارسة الكتابة الخاصة بك خلال سنوات دراسة الماجستير أو
الدكتوراه، ستتمكن من تجميع التقارير والمقترحات البحثية معًا بشكل أسرع وأكثر
وضوحًا من زملائك الذين لم يلتحقوا ببرنامج الدراسات العليا.
7. مهارات العروض التقديمية
خلال دراستك في مرحلة
الماجستير أو الدكتوراه، فإنه كما تلقيت تدريبًا جيدًا في الكتابة الأكاديمية، فقد
حصلت أيضًا ربما على بعض التدريب الجيد في كيفية المشاركة بالعروض التقديمية. هل
تتذكر عرضك التقديمي الأول في برنامجك الخاص في الدراسات العليا؟ هل تذكر كم كنت
متوترًا، وكيف تعلمت كيفية تنظيم خطاباتك بشكل أفضل، حتى أصبحت تتقنها بشكل طبيعي
تقريبًا؟ يجب أن تدرك أن مهارة الاتصال هذه مرة أخرى ذات قيمة للغاية لأصحاب العمل
المحتملين.
8. مهارات إضافية تعلمتها أثناء الدراسات العليا
بصرف النظر عن مهاراتك
التحليلية والاتصالية، فقد اكتسبت بلا شك بعض المهارات العامة الإضافية خلال سنوات
الدراسات العليا. ربما تكون قد تلقيت بعض التدريب والحصول على مهارات معينة في
مجال مخصص، أو تعلمت كيفية القراءة السريعة، أو أخذت عددًا من الدورات التدريبية
لصقل مهاراتك الشخصية بشكل عام. ضع في اعتبارك جميع مهاراتك الإضافية وكيف يمكنك
استخدامها لإظهار قيمة سنواتك في دراسة الماجستير أو الدكتوراه.
كما ذكرت سابقًا، انتقل إلى
مقابلتك وأنت مستعد جيدًا، من خلال التفكير في الفائدة الإضافية التي يمكنك
تحقيقها للجهة التي تقدمت إليها للوظيفة، من خلال المهارات والموضوعات التي
أتقنتها أثناء بحث الماجستير أو الدكتوراه. سلط الضوء على أهمية نفسك ومهاراتك
كوظيفة للشركة أو الجامعة حيث تتقدم لشغل منصب: أظهر لهم بوضوح الخصائص الفريدة
التي ستجلبها لهم وكيف ستستفيدون من ذلك.