عادةً ما يواجه مؤلفو
الأوراق البحثية حقوق التأليف والنشر في حالتين فقط. الأولى والأكثر شيوعًا، هي
التوقيع على نموذج حقوق النشر (إعطاء ناشر المجلة حقوق التأليف والنشر لأبحاثهم)
كإحدى الخطوات النهائية قبل نشر الورقة البحثية. الحالة الثانية والأقل شيوعًا، هي
الرد على سؤال أحد المحررين حول ما إذا كان قد حصل على إذن لنسخ أي أشكال أو
جداول، تشكل جزءًا من الورقة البحثية ولكنها مأخوذة من مصادر منشورة أخرى.
توضح هذه المقالة كيفية
التعامل مع كلا الحالتين، وتشرح بعض المفاهيم الأساسية لحقوق التأليف والنشر. يرجى أن تضع
في اعتبارك أن حقوق الطبع والنشر يحكمها القانون، كما هو الحال مع المسائل
والموضوعات القانونية الأخرى، ويجب عليك طلب مشورة قانونية متخصصة؛ إذا كان الموقف
يستدعي ذلك أو كانت المخاطر كبيرة.
ومع ذلك، دعني أخبرك أيضًا
على الفور أنه لمجرد إمكانية تنزيل عنصرًا ما (صورة، رسم تخطيطي، رسم بياني، وما إلى
ذلك) من صفحة ويب، فهذا لا يعني أنه يمكن إدراجها في منشور آخر، حتى مع الإسناد
المناسب – حيث إن القيام بذلك قد تنتهك حقوق الطبع والنشر.
ما هو حق المؤلف في سياق الأوراق البحثية؟
إن حق المؤلف هو ببساطة حق
النسخ، حيث تشير كلمة "نسخ" إلى المواد التي ينتجها منشئ المحتوى مثل
النصوص والصور وما إلى ذلك. هذا ليس تفسيرًا مفيدًا بما يكفي، لكنه يساعد في توضيح
نقطة واحدة ألا وهي: أن حقوق النشر هي كل شيء يدور حول التعبير عن فكرة، وليس
الفكرة نفسها. على سبيل المثال، ضع في اعتبارك قسم الأساليب في ورقة البحث، والذي
تصف فيه إجراءً معياريًا، مثل تقدير محتوى الحديد في عينة من الماء.
الآن الإجراء نفسه يمكن أن
يكون محميًا ببراءة اختراع، ولكن ليس محميًا بموجب حقوق الطبع والنشر. من جانب
آخر، فإن الكلمات الدقيقة التي تصف بها هذا الإجراء محمية بحقوق الطبع والنشر.
نتيجةً لذلك، تحمي حقوق النشر النصوص والصور والرسومات واللوحات وتسجيلات الصوت
والفيديو وما إلى ذلك، ولكن لا تحمي الأفكار التي تنقلها تلك الكلمات أو الصور أو
الرسومات أو الأصوات.
ما الذي يمنع شخصًا ما من
نسخ وصفك لطريقة تقدير الحديد، على سبيل المثال، واستخدامه كلمة بكلمة في ورقة
أخرى يعملون على كتابتها؟ أو ما الذي يمنع مجلة أخرى من إعادة نشر ورقتك بأكملها
باسمك كمؤلف، ولكن دون إذنك أو علمك؟
إن المثال الأول هو
الانتحال (الادعاء بأن بعض النصوص تخصك بينما لا تكون كذلك – غير أنها موضوعًا
لمقال آخر). والثاني هو التعدي على حق المؤلف، لأنه بينما قامت المجلة العلمية
بطباعة الورقة البحثية باسم المؤلف الأصلي، لم يكن للمجلة الحق في نشرها في المقام
الأول؛ إلا إذا سمح لها بذلك من يملك حقوق النشر لتلك الورقة.
الاستخدام العادل والمسموح به
تأمل الحالة الثانية
المذكورة في الفقرة الافتتاحية: أنت تكتب ورقة بحث، وتريد إعادة إنتاج تعريف قدمه
مؤلف آخر كلمة بكلمة. أنت تفعل ذلك بغرض التعليق على هذا التعريف. لا يمكن اتهامك
بالسرقة الأدبية - أو في جميع الحالات تقريبًا، بانتهاك حقوق الطبع والنشر - إذا
وضعت هذا التعريف بين علامات اقتباس واستشهدت بالورقة الأصلية كمصدر. ولكن لماذا؟
هذا هو المكان الذي يأتي فيه مبدأ الاستخدام العادل والمسموح به، والذي يستثني هذا
الاستخدام ببساطة - بمعنى آخر، لا تحتاج إلى أخذ موافقة من صاحب حقوق الطبع والنشر
إذا تم استخدامه للنقد أو التعليق أو لأغراض علمية وليس للأغراض التجارية، ولا
يشكل سوى نسبة صغيرة من النص الإجمالي، الذي يعتبر المقتطف جزءًا منه. لذلك، كن
حذرًا للغاية من أي نصيحة تذكر الطول فقط، كما في "حتى 250 كلمة، وكأنها ليست
مشكلة".
إصدارات حقوق التأليف والنشر أو أنواع ترخيص الاستخدام
إن للنشر العلمي مواقف
وشروط فريدة إلى حد كبير، نظرًا لحقيقة أنه لا يسعى لتحقيق الربح - على الأقل ليس
من قبل غالبية المؤلفين والقراء والباحثين والعلماء. إن أحد العوامل التي يجب
مراعاتها هو أن معظم الأبحاث والأوراق البحثية هي منتجها الملموس، إما ممولة من
القطاع العام أو ممولة من قبل المنظمات غير الربحية مثل المؤسسات والجمعيات
الخيرية. فيما يلي الأنواع من التراخيص الشائعة في مجال النشر العلمي:
* الحصول على رخصة أو إذن
للنشر.
* رخصة إسناد المشاع
الإبداعي Creative
Commons Attribution (CC-BY 4.0).
* إسناد المشاع الإبداعي -
رخصة غير تجارية (CC
BY-NC 4.0) Creative Commons Attribution -NonCommercial.
* إسناد المشاع الإبداعي -
ترخيص غير تجاري - رقم مشتق (CC BY-NC-ND) Creative Commons Attribution – NonCommercial.
ترخيص النشر: إن الترخيص
الأكثر تقييدًا هو ترخيص النشر، والذي يخضع لقيود حقوق النشر المعتادة. يتم
استخدامه بشكل شائع من قبل المجلات ذات الاشتراكات التقليدية، والتي تتطلب من
المؤلفين نقل ملكية حقوق النشر الخاصة بعن إلى المجلة العلمية.
رخصة إسناد المشاع الإبداعي
(CC-BY
4.0) Creative Commons Attribution 4.0 International: يشير BY إلى سطر ثانوي (كلما تم استخدام النص، يجب
أن يُنسب إلى مؤلفه الأصلي).
* إسناد المشاع الإبداعي -
رخصة غير تجارية (CC
BY-NC 4.0) Creative Commons Attribution-NonCommercial: بالإضافة إلى اشتراط ذكر المؤلف، يجب أن
يكون العمل المقترح الذي يتضمن النص المعني للاستخدامات غير التجارية.
* إسناد المشاع الإبداعي -
رخصة غير تجارية (CC
BY-NC-ND) Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs: هنا يتم تقديم شرط آخر وهو أنه لا يجوز
تعديل العمل بأي شكل من الأشكال (ND اختصار لـ "لا مشتقات"). تستخدم
معظم المجلات ذات "الوصول المفتوح" أحد هذه التراخيص الأكثر تساهلًا، مع
احتفاظ المؤلف بحقوق النشر.
إجراءات عمل للباحثين
الآن بعد أن أصبحت لديك
فكرة عن ماهية حقوق النشر وكيف تؤثر عليك، فقد تكون التذكيرات التالية مفيدة:
* اقرأ اتفاقية حقوق النشر
بعناية تامة قبل التوقيع عليها: تذكر أنك تقوم بتسليم حقوق استخدام البيانات
والمعلومات والمعرفة، التي عادةً ما تكون نتيجة للتمويل العام في معظم الحالات.
* تحقق مما إذا كانت شروط
التمويل الخاص بك تتطلب منك استخدام أنواع معينة من التراخيص أو تلزمك بنشر نتائجك
في المجلات المفتوحة الوصول فقط.
* أبلغ أولئك الذين استخدمت
عملهم: قد يسمح لك "الاستخدام العادل" باستخدام أعمال الآخرين، دون
الحصول على إذن رسمي منهم، ولكن من الجيد دائمًا إخطارهم أنك تقوم بذلك قبل نشر
ورقتك البحثية.
* تذكر أن حقوق الطبع والنشر تنطبق عادةً على
النصوص والصور والتسجيلات وما إلى ذلك - وليس المنتجات المادية مثل النماذج
الأولية أو العمليات أو المركبات الكيميائية، التي تحكمها قوانين الملكية الفكرية
الأخرى؛ وهو الأمر الذي يدفع إلى طلب المشورة القانونية المختصة في هذه الأمور.
* أخيرًا، اقرأ بشكل مستفيض
ومتواصل عن حقوق النشر والتراخيص وقضايا الملكية الفكرية الأخرى؛ لأنك منشئ مثل
هذه الملكية بصفتك باحثًا وتقوم بإجراء المؤلفات البحثية.